responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيانة القرآن من التحريف المؤلف : المعرفت، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 232

قال: كان لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله قرابة في جميع قريش. فلمّا كذّبوه و أبوا أن يبايعوه، قال: يا قوم إذا أبيتم أن تبايعوني فاحفظوا قرابتي فيكم، لا يكن غيركم من العرب أولى بحفظي و نصرتي منكم!

ثمّ ذكر وجوها ثلاثة اخر: طلب الموادّة مع قرابته أهل بيته. و طلب القربى إلى اللّه و الزلفى لديه سبحانه. و صلة الأرحام بعضهم مع بعض.

و يقول في وجه ترجيحه ذلك الوجه: إنّه لموضع «في» في قوله «المودّة في القربى» إذ لا وجه معروفا لدخول «في» في هذا الموضع. و كان ينبغي على سائر الوجوه أن يكون التنزيل «إلّا مودّة القربى» أو «المودّة بالقربى» أو «ذا القربى» على الترتيب.

و قد حاول بكلّ جهده ترجيح اختياره على سائر الوجوه.[1]

و لكنّه تكلّف في كلامه إذ كيف يخفى على ذي لبّ أنّ مثل هكذا مواجهة ممّا يمتنع مع قوم ناكرين مستهزئين بموقف النبيّ الأكرم. إنّهم رفضوا دعوته و جحدوا رسالته فكيف يطالبهم بالأجر عليها؟! إن هذا الاحتمال إلّا وهن بمقامه المنيع صلّى اللّه عليه و اله.

إنّه صلّى اللّه عليه و اله لا يمدّ يد الوداد إلى أعداء اللّه الألدّاء حتّى و لو كانوا ذوي قرابته. إذ لا قرابة مع الشرك و لا رحم مع رفض التوحيد. قال تعالى: «إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ».[2]

هذا و قد قال تعالى: «لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ»،[3] فكيف يخالف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله صريح نهيه تعالى؟!

و كان صلّى اللّه عليه و اله قد عرف منهم العناد و اللجاج، و قد عرفوا فيه قطيعة الرحم و تسفيه الأحلام و إفساد الشباب، و جعل كيانهم على خطر الانهيار، هكذا كانوا يحملون الضغائن نحو نبيّ الإسلام و يكرهون لقاءه. و إذا كان الأمر على ذلك، فكيف يضع نفسه الكريمة موضع الامتهان تجاه سؤال يعلوه الذلّ و الصغار؟ حاشاه من نفس أبيّة و أنف حميّة. كما


[1] - جامع البيان للطبري، ج 25، ص 15- 17.

[2] - هود 11: 46.

[3] - الممتحنة 60: 1.

اسم الکتاب : صيانة القرآن من التحريف المؤلف : المعرفت، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست