6- و روى
بإسناده عن أبي بصير عن الصادق عليه السّلام قرأ قوله تعالى: «هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ
بِالْحَقِّ»[1] قرأها: «ينطق» مبنيّا للمفعول من باب الإفعال. و
القراءة المشهورة:
«ينطق»
ثلاثيا مبنيا للفاعل.
قال
عليه السّلام في توجيه هذه القراءة: إنّ الكتاب لم ينطق و لن ينطق. و لكن رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله هو الناطق بالكتاب ... قال: هكذا و اللّه نزل به
جبرائيل على محمّد صلّى اللّه عليه و آله و لكنّه فيما حرّف من كتاب اللّه.[2]
و التحريف هنا مأخوذ من الحرف بمعنى القراءة، أي القرّاء قرأوها كذلك.
هكذا
شرح العلّامة المجلسي هذا الحديث و رفع من إبهامه، جزاه اللّه خيرا.[3]
و
روايات اختلاف القراءة التي جاءت في «الكافي» الشريف ربّما تنوف على الخمسين،
اقتصرنا على نماذج منها، خوف الإطالة.
***
النوع الثالث: أحاديث جاء فيها لفظ «التحريف»،
فزعمه
أهل القصور تحريفا مصطلحا في حين أنّه تحريف بالمعنى و تفسير على غير الوجه.
1-
من ذلك ما رواه الكشي بإسناده عن عليّ بن سويد، قال: كتب إليّ أبو الحسن الأوّل
عليه السّلام و هو في سجن هارون: و أمّا ما ذكرت يا عليّ ممّن تأخذ معالم دينك، لا
تأخذنّ معالم دينك عن غير شيعتنا، فإنّك إن تعدّيتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين
خانوا اللّه و رسوله، و خانوا أماناتهم، إنّهم اؤتمنوا على كتاب اللّه عزّ و جلّ و
علا، فحرّفوه و بدّلوه، فعليهم لعنة اللّه ...[4]
2-
و روى الصدوق في الخصال عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري عن النبيّ صلّى اللّه عليه
و آله قال:
يجيء
يوم القيامة ثلاثة يشكون: المصحف، و المسجد، و العترة. يقول المصحف: يا ربّ
حرّفوني و مزّقوني. و يقول المسجد: يا ربّ عطّلوني و ضيّعوني. و تقول العترة: يا
ربّ