يكون عليه
السّلام أراد التفسير، أي إنّما أمر تعالى بالإعراض عنهم، لسبق كلمة الشقاء و سبق
تقدير العذاب[1] لكن
السياق مع المجلسي، الخبير بمواضع كلام الأئمّة، على خلاف ما زعمه أمثال النوري!
3-
و عن الإمام الصادق عليه السّلام في قوله تعالى: «ثُمَّ
لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا
تَسْلِيماً»،[2]
قال: ممّا قضيت من أمر الولاية و يسلّموا للّه الطاعة تسليما.[3]
و ظاهر أنّ ذلك تفسير و تبيين لمواضع التقدير في الكلام على ما أراده المتكلّم، و
لم نعرف وجها معقولا لمستمسك أهل التحريف في هذا الحديث الشريف؟!
4-
قوله تعالى: «وَ لَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ
أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَ لَوْ
أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَ أَشَدَّ
تَثْبِيتاً».[4]
نزلت بشأن أهل الكتاب كانوا يعارضون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و لا
يستسلمون لقيادته. فطبّقها الإمام الصادق عليه السّلام على كلّ مخالف لحكم الإسلام
و يقاوم أمر الإمام وليّ أمر المسلمين:
قال:
و لو أنّا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم- و سلّموا للإمام تسليما- أو اخرجوا من
دياركم- رضا له- ما فعلوه إلّا قليل منهم. و لو أنّ أهل الخلاف (بدل «و لو أنّهم»-
توضيحا لموضع الضمير-) فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم و أشدّ تثبيتا.[5]
و
في هذا الحديث نكتة دقيقة: كان قتل النفس كناية عن كبح جموحها و استسلامها لقيادة
وليّ الأمر. و كذا كان الخروج من الديار كناية عن الخروج عن ملاذّ النفس المحيطة
بها كحصار حصين، كناية عن امتثال أوامره و الانقياد لحكومته، فيكون في ذلك رضاه عن
الناس و بغية أمله في تحكيم إرادة اللّه سبحانه.
5-
و أيضا روى الكليني عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السّلام في قوله تعالى:
«وَ إِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا» قال: إن تلووا الأمر و تعرضوا عمّا
امرتم به «فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ