دلالته بما
لا يكون اللفظ ظاهرا فيه بذاته، لا بحسب الوضع و لا بحسب القرائن المعهودة، و من
ثمّ فهو تأويل باطل، المعبّر عنه بالتفسير بالرأي، المنهيّ عنه في لسان الشريعة
المقدّسة.
قال
صلّى اللّه عليه و اله: «من فسّر القرآن برأيه فليتبوّأ مقعده من النار».[1]
أي عمد إلى القرآن ليجعل من رأيه الخاص تفسيرا له. و قد مرّ تعبير الطبرسي عن ذلك
بسوء التأويل، و هو قريب من المعنى اللغوي. و لم يستعمله القرآن إلّا في هذا
المعنى، حسبما يأتي.
ب-
تحريف موضعي: ليكون ثبت الآية أو السورة على خلاف ترتيب نزولها، و هذا في الآيات
قليل نادر، لكن السور كلّها جاء ثبتها في المصحف على خلاف ترتيب النزول، و قد
شرحنا ذلك في الجزء الأوّل من التمهيد.
ج-
تحريف قرائي: فتقرأ الكلمة على خلاف قراءتها المعهودة لدى جمهور المسلمين، و هذا
كأكثر اجتهادات القرّاء في قراءاتهم المبتدعة لا عهد لها في الصدر الأوّل، الأمر
الذي لانجيزه، بعد أن كان القرآن واحدا نزل من عند واحد، كما في الحديث الشريف.[2]
و قد ذكرنا ذلك في الجزء الثاني من التمهيد.
د- تحريف
في لهجة التعبير: كما في لهجات القبائل تختلف عند النطق بالحرف أو الكلمة في
الحركات و في الأداء. الأمر الذي يجوز، ما دامت بنية الكلمة الأصلية محتفظة لا
يختلف معناها. و قد نزّلنا حديث الأحرف السبعة- على فرض صحة الإسناد- على إرادة
اختلاف لهجات العرب في أداء الكلمات و الحروف. بل و حتى إذا لم تكن اللهجة عربية،
فإن الملائكة ترفعها عربية كما في الحديث.[3]
نعم
لا يجوز إذا كان لحنا أي خطأ و مخالفا لقواعد الإعراب. قال تعالى:
«قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ».[4] و
قد امرنا بقراءة القرآن عربية صحيحة «تعلّموا القرآن بعربيّته».[5]
و قد