ثمّ كانت
أحاديث جابر عن طريقه ملتبسة.[1] قال
العلّامة: فلا أعتمد على شيء ممّا يرويه).[2]
عن
جابر بن يزيد الجعفي (كان ثقة في نفسه. قال ابن الغضائري: و لكن جلّ من روى عنه
ضعيف. و قال النجاشي: روى عنه جماعة غمز فيهم و ضعّفوا، و كان في نفسه مختلطا.
قال
العلّامة: الأقوى عندي الوقوف فيما يرويه هؤلاء عنه و عدّ منهم عمرو بن شمر).[3]
و
الظاهر أن البليّة جاءت من قبل عمرو بن شمر، و هو الذي وضع الحديث على لسان
الجعفي.
عن
سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب. كان من فقهاء المدينة السبعة المرموقين (ت
106) كانت امّه بنت يزدجرد من سبايا فارس زوّجها من أبيه الإمام أمير المؤمنين
عليه السّلام كما زوّج اختها من ابنه الحسين فولدت له عليا. و زوّج اختها الاخرى
محمد بن أبي بكر فولدت له القاسم. و قد كان عليه السّلام قوّمهنّ على نفسه
فزوّجهنّ لهؤلاء.[4]
لكن
لماذا أسند عمرو بن شمر هذا الحديث إلى حفيد ابن الخطاب؟! إنّ الأمر لمريب!
و
سائر الأسانيد التي اعتمدها النوري في هذا المجال هي على نفس النمط فلا نتكرّر
بالكلام فيها. و عليه فلا وقع لصرح بني على هذا الأساس المنهار. كما لم يثبت تصريح
بأسماء أئمّة الهدى كملا في كتب العهدين البتّة. اللّهمّ إن هذا إلّا اختلاق.
و
أخيرا فإنّا نربأ بأمثال المحدّث النوري- ممّن قضوا شطرا كبيرا من حياتهم في خدمة
الدين و الترويج من ولاء السادة آل سيّد المرسلين- أن يلجأوا إلى أحضان يهوديّة
قذرة، لغرض إثبات فضيلة قدسية ملكوتية، هي في غنى عن لمس أعتاب كافرة دنسة!
فلا
يكون- و حاشاه- مصداقا لقوله تعالى: «الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي
الْحَياةِ الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً».[5]