المصاحف و
البيهقي في سننه عن عمرو بن نافع مولى عمر بن الخطاب، قال: كنت أكتب مصحفا لحفصة
زوج النبي صلّى اللّه عليه و اله فقالت: إذا بلغت هذه الآية «حافظوا ...» فآذنّي.
فلمّا بلغتها آذنتها، فأملت عليّ «حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى و صلاة
العصر» قالت: أشهد أنّي سمعتها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله.[1]
و
إضافة على ذلك: زعموا أنّ زيادات كانت في مصحف عائشة فاسقطت يوم توحيد المصاحف على
عهد عثمان.
أخرج
أبو عبيد بإسناده إلى حميدة بنت أبي يونس، قالت: قرأ عليّ أبي- و هو ابن ثمانين
سنة- في مصحف عائشة: «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ
عَلَى النَّبِيِّ، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا
تَسْلِيماً. و على الّذين يصلون الصفوف الأوّل».[2]
قالت حميدة:
قبل
أن يغيّر عثمان المصاحف.[3] أي كانت
هذه الزيادة موجودة إلى ذاك الحين.
و
الظاهر أنّها توضيحات أو بيان أظهر المصاديق، سمعتها عائشة و كذا حفصة- على فرض
صحّة الحديث- من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله فظّنتها من نصّ الوحي القرآني.
و إلّا فهذا الأخير خصوصا ممّا يمجّه الذوق و يمجّه اسلوب القرآن الزاهي!
9-
إسقاط كلمة؟!
و
هكذا حسبت عائشة أنّ لفظة «متتابعات» اسقطت من المصحف.
أخرج
البيهقي في سننه بالإسناد إلى ابن شهاب عن عروة عن عائشة، قالت: نزلت الآية
«فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ متتابعات»[4]
فسقطت «متتابعات»![5]
حمل
ابن حزم و البيهقي قولها: «سقطت» على إرادة النسخ. أي أنّ وجوب التتابع
[5] - أخرجه عبد الرزاق في المصنف، ج 4، ص 241- 242؛ و
من طريقه الدارقطني في السنن، ج 2، ص 192 و قال: هذا إسناد صحيح؛ و البيهقي في
السنن الكبرى، ج 4، ص 258؛ و المحلّى لابن حزم، ج 6، ص 261، م 768.