القدس عام
(960 ق. م) أي بعد موت موسى عليه السّلام بأربعمائة و تسعين عاما. و ذلك أنّ
الكهنة- حينذاك- فتّشوا التابوت فلم يجدوا فيه سوى لوحين من ألواح الشريعة.[1]
و لم يكن على اللوحين المذكورين سوى عشرة من أحكام الشريعة، أمّا البقية فقد ضاعت
إلى غير أثر.[2]
و
هل عثروا عليها بعد ذلك العهد؟
جاء
في سفر الملوك الثاني (أصحاح 22، عدد 8): أنّ «حلقيّا» الكاهن الأعظم عثر على سفر
الشريعة أثناء محاسبته للنقود المتبرّعة في صندوق البيت. و ذلك بعد أن مضى من ملك
«يوشيّا»[3] سبعة عشر
عاما، أي سنة (622 ق. م) فسلّمه إلى كاتب الملك «شافان» الذي كان ناظرا في أمر
العمّال الشاغلين لترميم ثلم البيت آنذاك. فجاء به شافان إلى الملك فاستبشر به و
طار فرحا، لما فيه من نعمة غير مترقّبة. فأعلن به الملك و قرأه على عامة بني
إسرائيل في اجتماع عظيم.
و
كان بنو إسرائيل قد انحرفوا قبل ذلك و أفسدوا و اتّخذوا الأصنام، فاهتمّ الملك
بإعادة الشريعة و تطهير البيت من الأوثان، و طرد السحرة و العرّافين و جميع
الرجاسات من أرض يهوذا و من كافّة أنحاء اورشليم. هكذا يصفه سفر الملوك الثاني:
كان متّجها بكلّ قلبه إلى اللّه، ساعيا في إحياء شريعته بكلّ قوّة. فلم يكن قبله و
لا جاء بعده أحد مثله.[4]
هذا،
و لكنّ الأمر مريب، و هل كان «حلقيّا» صادقا في عثوره على سفر الشريعة بعد ضياعه
ذلك الأمد البعيد؟ فقد طال دور الضياع أكثر من ثلاثة قرون (338) من سنة (260) إلى
(622) قبل الميلاد، و كان الخطوب خلال هذه المدّة تترى على القدس، فقد تعرّض البيت
للنهب و الغارة مرّات، منها عام (927 ق. م) حيث أغار «شيشاق» فرعون