responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناقب آل أبي طالب - ط علامه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 123

وَ الْقَمَرَ الْبَدْرَ الْمُنِيرَ شَقَّهُ‌

فَقِيلَ سِحْرٌ عَجَبٌ لِمَا رَأَى‌

-.

وَ غَرَسَ ع نَوًى فَنَبَتَ نَخْلًا وَ حَمَلَتِ الذَّهَبَ الَّذِي دَفَعَهُ إِلَى سَلْمَانَ وَ بَارَكَ فِيهِ وَ وَفَى بِكُلِّ مَا كَانَ عَلَيْهِ وَ مَا نَقَصَ مِنْهُ وَ أَرْطَبَتْ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ.

فصل في معجزاته في ذاته عليه السلام‌

كَانَ النَّبِيُّ ع قَبْلَ الْمَبْعَثِ مَوْصُوفاً بِعِشْرِينَ خَصْلَةً مِنْ خِصَالِ الْأَنْبِيَاءِ لَوِ انْفَرَدَ وَاحِدٌ بِأَحَدِهَا لَدَلَّ عَلَى جَلَالِهِ فَكَيْفَ مَنِ اجْتَمَعَتْ فِيهِ كَانَ نَبِيّاً[1] أَمِيناً صَادِقاً حَاذِقاً أَصِيلًا نَبِيلًا مَكِيناً فَصِيحاً عَاقِلًا فَاضِلًا عَابِداً زَاهِداً سَخِيّاً كَمِيّاً قَانِعاً مُتَوَاضِعاً حَلِيماً رَحِيماً غَيُوراً صَبُوراً مُوَافِقاً مُرَافِقاً لَمْ يُخَالِطْ مُنَجِّماً وَ لَا كَاهِناً وَ لَا عَيَّافاً وَ لَمَّا قَالَتْ قُرَيْشٌ إِنَّهُ سَاحِرٌ عَلِمْنَا أَنَّهُ قَدْ أَرَاهُمْ مَا لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى مِثْلِهِ وَ قَالُوا هَذَا مَجْنُونٌ لِمَا هُجِمَ مِنْهُ عَلَى شَيْ‌ءٍ لَمْ يُفَكَّرْ فِي عَاقِبَتِهِ مِنْهُمْ وَ قَالُوا هُوَ كَاهِنٌ لِأَنَّهُ أَنْبَأَ بِالْغَائِبَاتِ وَ قَالُوا مُعَلَّمٌ لِأَنَّهُ قَدْ أَنْبَأَهُمْ بِمَا يَكْتُمُونَهُ مِنْ أَسْرَارِهِمْ فَثَبَتَ صِدْقُهُ مِنْ حَيْثُ قَصَدُوا تَكْذِيبَهُ.

وَ كَانَ فِيهِ خِصَالُ الضُّعَفَاءِ وَ مَنْ كَانَ فِيهِ بَعْضُهَا لَا يَنْظِمُ أَمْرَهُ كَانَ يَتِيماً فَقِيراً ضَعِيفاً وَحِيداً غَرِيباً بِلَا حِصَارٍ وَ لَا شَوْكَةٍ كَثِيرَ الْأَعْدَاءِ وَ مَعَ جَمِيعِ ذَلِكَ تَعَالَى مَكَانُهُ وَ ارْتَفَعَ شَأْنُهُ فَدَلَّ عَلَى نُبُوَّتِهِ.

وَ كَانَ الْجِلْفُ الْبَدَوِيُ‌[2] يَرَى وَجْهَهُ الْكَرِيمَ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا هَذَا وَجْهَ كَذَّابٍ وَ كَانَ ع ثَابِتاً فِي الشَّدَائِدِ وَ هُوَ مَطْلُوبٌ وَ صَابِراً عَلَى الْبَأْسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ هُوَ مَكْرُوبٌ مَحْرُوبٌ‌[3] وَ كَانَ زَاهِداً فِي الدُّنْيَا رَاغِباً فِي الْآخِرَةِ فَثَبَتَ لَهُ الْمُلْكُ وَ كَانَ يَشْهَدُ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ عَلَى مُعْجِزَةٍ.

نُورُهُ‌

كَانَ إِذَا يَمْشِي فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ بَدَا لَهُ نُورٌ كَأَنَّهُ قَمَرٌ.

عَائِشَةُ فَقَدْتُ إِبْرَةً لَيْلَةً فَمَا كَانَ فِي مَنْزِلِي سِرَاجٌ فَدَخَلَ النَّبِيُّ ع فَوَجَدْتُ الْإِبْرَةَ بِنُورِ وَجْهِهِ-.

حَمْزَةُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُ‌ قَالَ نَفَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ فَأَضَاءَتْ أَصَابِعُهُ.


[1] و في بعض النسخ: نبيّنا بدل نبيا.- و الكمى،- كغنى: الشجاع.- و العياف مبالغة في العائف: و هو المتكهن بالطير او غيرها.

[2] الجلف بالكسر: الرجل الجافى الغليظ.

[3] المحروب: من سلب ماله.

اسم الکتاب : مناقب آل أبي طالب - ط علامه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست