و قال تعالى لِكَيْلا
تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ و اعلم أن الرضا بقضاء
الله تعالى ثمرة المحبة لله إذ من أحب شيئا رضي بفعله و رضا العبد عن الله دليل
على رضا الله تعالى عن العبد- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ و صاحب هذه
المرتبة مع رضا الله تعالى عنه الذي هو أكمل السعادات و أجل الكمالات لا يزال
مستريحا لأنه لم يوجد منه أريد و لا أريد كلاهما عنده واحد و رضوان الله أكبر- إِنَّ ذلِكَ
لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ و سيأتي لذلك بحث آخر إن شاء الله تعالى في باب
الرضا و اعلم أن البكاء لا ينافي الرضا و لا يوجب السخط و إنما مرجع ذلك إلى القلب
كما ستعرفه إن شاء الله تعالى و من ثم بكاء الأنبياء و الأئمة ع على أبنائهم و
أحبائهم فإن ذلك أمر طبيعي للإنسان لا حرج فيه إذا لم يقترن بالسخط و
اسم الکتاب : مسكّن الفؤاد عند فقه الاحبة والاولاد - ط بصيرتي المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 12