اسم الکتاب : مسكّن الفؤاد عند فقه الاحبة والاولاد - ط بصيرتي المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 10
عالية و رتب سامية فرق لهذا الرجل و لولده فأرسل إليه بعض
غلمانه أن سيدي يقول لك إني قد رحمتك مما بك في هذه الخربة و هو خائف عليك و على
ولدك من العاهات و قد تفضلت عليك بهذا القصر ينزل به ولدك و يوكل به جارية عظيمة
من كرائم جواريه تقوم بخدمته إلى أن تقضي أنت أغراضك التي في نفسك ثم إذا قدمت و
أردت الإقامة أنزلتك معه في القصر بل في قصر أحسن من قصره فقال الرجل الفقير أنا
لا أرضى بذلك و لا يفارقني ولدي في هذه الخربة لا لعدم وثوقي بالرجل الباذل و لا
زهدا مني في داره و قصره و لا لأماني على ولدي في هذه الخربة بل طبعي اقتضى ذلك و
ما أريد أن أخالف طبعي أ فما كنت أيها السامع لوصف هذا الرجل تعده من أدنياء
السفهاء و أخساء الأغبياء فلا تقع [فإياك أن تقع] في خلق لا ترضاه لغيرك فإن نفسك
أغر عليك من غيرك و اعلم أن لسع الأفاعي و أكل السباع و غيرهما من آفات الدنيا لا
نسبة له إلى أقل محنة من محن الآخرة المكتسبة في الدنيا بل لا نسبة لها إلى إعراض
الخالق سبحانه و توبيخه
اسم الکتاب : مسكّن الفؤاد عند فقه الاحبة والاولاد - ط بصيرتي المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 10