مَوْلُودٌ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ فَعَاشَ غَيْرُ الْحُسَيْنِ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ع.
فأقام أبو محمد مع جده رسول الله ص سبع سنين و أقام مع أبيه بعد وفاة جده ثلاثين سنة و أقام بعد وفاة أمير المؤمنين ع عشر سنين فكان عمره سبعا و أربعين سنة فهذا اختلافهم في عمره
الثاني عشر في وفاته ع
. قَالَ كَمَالُ الدِّينِ رَحِمَهُ اللَّهُ مَرِضَ الْحَسَنُ ع أَرْبَعِينَ يَوْماً فَقَالَ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ أَخْرِجُوا فِرَاشِي إِلَى صَحْنِ الدَّارِ فَأُخْرِجَ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَحْتَسِبُ نَفْسِي عِنْدَكَ فَإِنِّي لَمْ أُصَبْ بِمِثْلِهَا.
وَ رَوَى الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي حِلْيَةِ الْأَوْلِيَاءِ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ رَجُلٌ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع نَعُودُهُ فَقَالَ يَا فُلَانُ سَلْنِي قَالَ لَا وَ اللَّهِ لَا نَسْأَلُكَ حَتَّى يُعَافِيَكَ اللَّهُ ثُمَّ نَسْأَلُكَ قَالَ ثُمَّ دَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ سَلْنِي قَبْلَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي قَالَ بَلْ يُعَافِيكَ اللَّهُ ثُمَّ نَسْأَلُكَ قَالَ قَدْ أَلْقَيْتُ طَائِفَةً مِنْ كَبِدِي وَ إِنِّي قَدْ سُقِيتُ السَّمَّ مِرَاراً فَلَمْ أُسْقَ مِثْلَ هَذِهِ الْمَرَّةِ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْغَدِ وَ هُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ وَ الْحُسَيْنُ ع عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ يَا أَخِي مَنْ تَتَّهِمُ قَالَ لِمَ لِتَقْتُلَهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ إِنْ يَكُنِ الَّذِي أَظُنُّ فَ اللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَ أَشَدُّ تَنْكِيلًا وَ إِلَّا يَكُنْ فَلَا أُحِبُّ أَنْ يُقْتَلَ بِي بَرِيءٌ ثُمَّ قَضَى ع لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ وَ أَرْبَعِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ قِيلَ خَمْسِينَ وَ صَلَّى عَلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ فَإِنَّهُ كَانَ يَوْمَئِذٍ وَالِياً عَلَى الْمَدِينَةِ وَ دُفِنَ بِالْبَقِيعِ وَ كَانَ تَحْتَهُ إِذْ ذَاكَ جَعْدَةُ بِنْتُ الْأَعْمَشِ بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ فَذَكَرَ أَنَّهَا سَمَّتْهُ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِحَقِيقَةِ ذَلِكَ.
و كان بانقضاء الشهور التي ولي فيها ع انقضاء خلافة النبوة فإن بها كان استكمال ثلاثين سنة و هي التي
ذَكَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ ص فِيمَا نُقِلَ عَنْهُ الْخِلَافَةُ بَعْدِي ثَلَاثُونَ ثُمَّ تَصِيرُ مُلْكاً.
أو كما قال صلوات الله عليه و آله و سلامه انتهى كلامه.
قَالَ الْمُفِيدُ رَحِمَهُ اللَّهُ لَمَّا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ أَخْذَ الْبَيْعَةِ لِيَزِيدَ دَسَّ إِلَى جَعْدَةَ بِنْتِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ وَ كَانَتْ زَوْجَةَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع مَنْ حَمَلَهَا عَلَى سَمِّهِ