أقول لا ريب أن القلم
استحلى المناقب فجرى سعيا على رأسه و وجد مجالا فسيحا فأعنق في حلبة قرطاسه[1] و رأى مكان
القول ذا سعة فقال و اعتقلته الأيام مدة فألان حين ألقى العقال و لو لا كف غربه
لاستمر على غلوائه[2] فإن طلبه
حصر ما لا يتناهى معدود من ضعف رأيه و من أين يحصر مناقب الإمام ع و هي تتجاوز حد
الإكثار و كيف يمكن عد مفاخره و بيته بيت الشرف و الفخار إليه تنتهي مكارم الأخلاق
و عنه يحدث بزكاء الأعراق و هو الحجة على العباد و المحجة المسلوكة ليوم المعاد و
نور الله الذي من استضاء به اهتدى و عروته التي من اعتلق بها فما راح عن الحق و لا
اعتدى و بابه الذي منه الدخول إلى طاعته و رضوانه و سبيله الذي يؤدي إلى الفوز
بعالي جنانه و عصمته التي من اعتلق بحبالها اعتصم و ميثاقه الذي من التزم به فقد
التزم و إذا كانت الإطالة لا تبلغ وصف كماله و الإطناب لا يحيط بنعت فضله و إفضاله
فالأولى أن يقتصر على ما ذكرناه من شرفه و جلاله فحاله ص أشهر من أن يحتاج إلى
التنبيه على حاله.
و هذه الأخبار التي
أوردتها و نسبتها إلى ناقليها ربما قال قائل هذه أخبار آحاد لا يعول عليها و لا
يستند في إثبات المطلوب إليها.
فالجواب عن ذلك إنا
معاشر الشيعة ننقل ما ننقله في فضائله من طرق أصحابنا و إجماعهم و فيهم الإمام
المعصوم فلا حاجة هنا إلى آحادكم و لا متواتركم و أنتم تعملون بأخبار الآحاد
فدونكم إلى العمل بها ثم إن هذه الأخبار قد