responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة ط- القديمة المؤلف : الإربلي، علي بن عيسى    الجزء : 1  صفحة : 233

عَلَى غَيْرِ شَيْ‌ءٍ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ جَاءَ النَّبِيُّ ص آخِذاً بِيَدِ عَلِيٍّ ع وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع يَمْشِيَانِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ فَاطِمَةُ تَمْشِي خَلْفَهُ فَسَأَلَ الْأُسْقُفُ عَنْهُمْ فَقَالُوا هَذَا عَلِيٌّ ابْنُ عَمِّهِ وَ هُوَ صِهْرُهُ وَ أَبُو وُلْدِهِ وَ أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَيْهِ وَ هَذَانِ الطِّفْلَانِ ابْنَا بِنْتِهِ مِنْ عَلِيٍّ وَ هُمَا أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَيْهِ وَ هَذِهِ الْجَارِيَةُ فَاطِمَةُ ابْنَتُهُ وَ هِيَ أَعَزُّ النَّاسِ عِنْدَهُ وَ أَقْرَبُهُمْ إِلَى قَلْبِهِ فَنَظَرَ الْأُسْقُفُ إِلَى الْعَاقِبِ وَ السَّيِّدِ وَ عَبْدِ الْمَسِيحِ وَ قَالَ لَهُمُ انْظُرُوا قَدْ جَاءَ بِخَاصَّتِهِ مِنْ وُلْدِهِ وَ أَهْلِهِ لِيُبَاهِلَ بِهِمْ وَاثِقاً بِحَقِّهِ وَ اللَّهِ مَا جَاءَ بِهِمْ وَ هُوَ يَتَخَوَّفُ الْحُجَّةَ عَلَيْهِ فَاحْذَرُوا مُبَاهَلَتَهُ وَ اللَّهِ لَوْ لَا مَكَانَةُ قَيْصَرَ لَأَسْلَمْتُ لَهُ وَ لَكِنْ صَالِحُوهُ عَلَى مَا يَتَّفِقُ بَيْنَكُمْ وَ ارْجِعُوا إِلَى بِلَادِكُمْ وَ ارْتَئُوا لِأَنْفُسِكُمْ‌[1] فَقَالُوا رَأْيُنَا لِرَأْيِكَ تَبَعٌ فَقَالَ الْأُسْقُفُ يَا أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّا لَا نُبَاهِلُكَ وَ لَكِنَّا نُصَالِحُكَ فَصَالِحْنَا عَلَى مَا نَنْهَضُ بِهِ فَصَالَحَهُمْ عَلَى أَلْفَيْ حُلَّةٍ قِيمَةُ كُلِّ حُلَّةٍ أَرْبَعُونَ دِرْهَماً جِيَاداً فَمَا زَادَ أَوْ نَقَصَ كَانَ بِحِسَابِ ذَلِكَ وَ كَتَبَ لَهُمْ بِهِ كِتَاباً.

ففي هذه القضية بيان لفضل علي ع و ظهور معجز النبي ص فإن النصارى علموا أنهم متى باهلوه حل بهم العذاب فقبلوا الصلح و دخلوا تحت الهدنة و إن الله تعالى أبان أن عليا هو نفس رسول الله كاشفا بذلك عن بلوغه نهاية الفضل و مساواته للنبي ص في الكمال و العصمة من الآثام و إن الله جعله و زوجته و ولديه مع تقارب سنهما حجة لنبيه ص و برهانا على دينه و نص على الحكم بأن الحسن و الحسين أبناؤه و أن فاطمة ع نساؤه و المتوجه إليهن الذكر و الخطاب في الدعاء إلى المباهلة و الاحتجاج و هذا فضل لم يشاركهم فيه أحد من الأمة و لا قاربهم.

و نقلت من كتاب الكشاف للزمخشري في تفسير هذه الآية ما صورته يقال بهله الله على الكاذب منا و منكم و البهلة بالضم و الفتح اللعنة و بهله الله لعنه و أبعده من رحمته من قولك أبهله إذا أهمله و ناقة باهل لا صرار عليها.

قلت الصرار خيط يشد على خلفها لئلا يرضعها ولدها.


[1] ارتأى الامر: نظر فيه و تدبره.

اسم الکتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة ط- القديمة المؤلف : الإربلي، علي بن عيسى    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست