فأظهر من استخلافه و
أبان من منزلته منه ما استوجب به كلما كان وجب لهارون ع و استثنى النبوة ليتحقق له
ما عداها من الأحكام التي كان لهارون في قوله تعالى اخْلُفْنِي فِي
قَوْمِي[1] و في قوله
تعالى وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ
أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي فأجاب الله مسألته بقوله تعالى قَدْ
أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى[2] فوجب لعلي ع من
النبي ص كلما وجب لهارون من موسى ع إلا النبوة التي استثناها.
و هذه فضيلة ما شاركه
فيها أحد من البشر و منقبة فات بها من بقي و من غبر و سيرة طرزت عيون التواريخ و
السير و مكارم نبه لها علي فاستغنى عن عمر و لو علم الله تعالى أن نبيه ص يحتاج في
هذه الغزاة إلى حرب لم يأذن في تخلفه و لا رضي بلبثه عنها و توقفه و لكنه وعد بأن
الجهة التي يقصدها لا يفتقر في نيلها إلى مصاولة و لا يحتاج في تملكها إلى منازلة
فاستخلف عليا على حراسة دار هجرته و حفظ ما يخاف عليه من كيد العدو و معرته.