اسم الکتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات المؤلف : الرازي، فخر الدين الجزء : 1 صفحة : 608
اعتبار الزيادة و النقصان فاما اذا اعتبرنا حال حديهما من حيث مطلق
الزيادة و النقصان وجدناهما مشتركين فان للماء زيادة و نقصانا و كذلك للهواء زيادة
و نقصان و الزيادتان و النقصانان يشتركان في اصل مفهوم الزيادة و النقصان و لما
تشابها من هذا الوجه صح اعتبار الزيادة و النقصان من هذا الوجه^ (و بالجملة)
فالحركات لا يقاس بعضها الى بعض الا عند اتحاد طبائعها و اما من حيث انها تكون
مختلفة فانه لا يصح تلك المقايسة فطيران العصفور لا يقايس بطيران النسر باعتبار
خصوصية كل واحد منهما بل باعتبار اصل الطيران و هو الامر المشترك و كذلك صحة العين
الرمدة لا تقاس بصحة العين المفلوجة باعتبار خصوصية كل واحدة منهما بل باعتبار اصل
الصحة و تكون تلك مقايسة بين الحركتين بحسب الحس^
الفصل الثاني و الثلاثون في تضاد الحركات
(اما المختلفة) من حيث الاجناس مثل النقلة و الاستحالة و النمو فقد
تجتمع معا فان تعاندت في بعض الاوقات فليست لماهياتها بل لاسباب خارجية و اما
الحركات الداخلة تحت جنس واحد مثل التسود و التبيض فهما متضادان لان التسود و
التبيض متوافقان في الجنس و متشاركان في الموضوع و هما معنيان وجوديان و يلزم
بينهما من الخلاف اكثر مما بين احدهما و بين التصفر و غيره فهو في غاية الخلاف و
لا معنى للتضاد الا ذلك و اما في النمو و الذبول فلكل واحد منهما حد محدود في
الطبع يتوجهان اليه و بينهما غاية الخلاف فهما متضادان و كذلك الحال في التخلخل و
التكاثف (و اما الحركات الوضعية) فهى غير متضادة على ما سيأتى (و اما المكانية
المستقيمة) فهى ايضا غير مضادة للمستديرة على ما سيأتى^
اسم الکتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات المؤلف : الرازي، فخر الدين الجزء : 1 صفحة : 608