اسم الکتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات المؤلف : الرازي، فخر الدين الجزء : 1 صفحة : 538
(و الذي يدل على فساد قوله) امور ثلاثة (الأول) انه قد ظهر ان
الاتفاق غاية عرضية لامر طبيعى او ارادى او قسرى و لا يستند القسر الى قسر آخر الى
غير النهاية كما ثبت بل لا بد و ان ينتهى الى الارادة او الطبيعة فاذا الارادة و
الطبيعة اقدم من الاتفاق فاذا السبب الأول للعالم ارادة او طبيعة^ (الثاني) ان تلك
الاجزاء ان كانت متشاكلة الطبائع كانت حركاتها الى جهة واحدة فلا تقع بينها مصادمة
و ممانعة في الحركة و ان وقع بينها تصادم لم يكن الوقوف الحاصل بسبب ذلك باقيا على
الأكثر لكن الارصاد دالة على بقاء الاجرام السماوية بحالها و ان كانت مختلفة
الطبائع و القوى كان الفلك مركبا لا بسيطا و ذلك باطل^ (الثالث) انه جعل الامر
الدائم الذي لا يقع فيه خروج عن النظام الواحد اتفاقيا و جعل الامور المتغيرة عن
مناهجها و طرائقها مثل احوال النبات و الحيوانات لغايات معينة و ذلك بالعكس اولى^
الفصل السابع في الغايات الضرورية العرضية
(قد عرفت) ان الغايات اما اتفاقية و اما ضرورية فاعلم الآن ان
الغايات الضرورية اما ذاتية و اما عرضية فالغاية الذاتية هي التي تطلب لذاتها و
التي لا تكون ذاتية احد امور ثلاثة^ (الأول) الامر الذي يكون وجوده متقدما على
وجود الغاية مثل صلابة الحديد ليتم القطع به و هذا يسمى نافعا اما في الحقيقة او
بحسب الظن^ (الثاني) الذي يكون لازما لملزوم الغاية فيكون في الوجود مع الغاية مثل
انه لا بد من جسم اذكر حتى يتم القطع به و انما لم يكن منه بدلا لذكرته بل لانه
كان لازما للحديد^
اسم الکتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات المؤلف : الرازي، فخر الدين الجزء : 1 صفحة : 538