اسم الکتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات المؤلف : الرازي، فخر الدين الجزء : 1 صفحة : 341
(فنقول) ادراك الشىء لذاته زائد على ذاته و الا لكانت حقيقة الادراك
هى حقيقة ذاته و حقيقة ذاته هي حقيقة الادراك و كان لا يثبت احدهما الا و الآخر
ثابت لكن التالى باطل فالمقدم باطل فثبت ان ادراك الشىء لذاته زائد على ذاته و
ذلك الزائد يستحيل ان يكون صورة مطابقة لذاته بالبرهان المشهور فهو اذا امر غير
مطابق لذاته و ذلك الغير المطابق ان كان له نسبة و اضافة الى ذاته فذاته انما صارت
معلومة لاجل تلك النسبة و العلم و الادراك و الشعور هو تلك النسبة و ان لم تكن له
اليه نسبة و تلك الصورة غير مطابقة له و لا مساوية في الماهية لم يصر ذلك الشىء
معلوما اصلا لان حقيقته غير حاضرة و لا للذهن اليه نسبة فالذهن منقطع الاختصاص
بالنسبة اليه فيستحيل ان يصير معلوما (فهذا برهان قاطع) على ان العلم حالة نسبية^
الفصل الثالث عشر في ان الشىء كيف يعقل ذاته
(و مما يجب البحث عنه) سواء قلنا ان الادراك حالة اضافية او قلنا انه
عبارة عن تمثل صورة المدرك في المدرك ان الشىء كيف يعلم ذاته فان العلم لو كان
امرا نسبيا فالنسبة انما تتحقق بين الشيئين فالشيء الواحد لا ينضاف الى نفسه فلا
يكون عالما بذاته و ان قلنا انه عبارة عن التمثل فالشيء انما يتمثل بغيره و اما بنفسه
فذلك غير معقول^ (قال الشيخ) كون الشىء معقولا هو ان يكون ماهيته المجردة عند
شيء و هو اعم من كونها عند شيء مغاير لها فان الكون عند الشىء اعم في المفهوم
من الكون عند شيء مغاير^ (و لقائل ان يقول) هذا هو محل الاشكال بعينه فان الخصم
يقول الكون عند الشىء حالة اضافية و هي لا تعقل الا بين الشيئين (أ رأيت) ان
قائلا لو قال
اسم الکتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات المؤلف : الرازي، فخر الدين الجزء : 1 صفحة : 341