اسم الکتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات المؤلف : الرازي، فخر الدين الجزء : 1 صفحة : 23
يعترف بان حجته على ان الوجود غير مشترك يتناول كل وجود فاذا الوجود
مشترك^
الفصل الثالث في ان الوجود زائد على ماهيات الممكنات
(اعلم) ان وجود الممكنات اما ان يكون نفس ماهياتها او لا يكون فان لم
يكن فاما ان يكون داخلا في ماهياتها او لا يكون فالاحتمالات لا تزيد على هذه
الثلاثة (الأول) ان يكون وجودها عين ماهياتها (الثاني) ان يكون وجودها جزأ من
ماهياتها (الثالث) ان يكون وجودها خارجا عن ماهياتها و الحق هو الثالث و ذلك يحصل
بابطال القسمين الاولين^ (و اعلم) ان كل ما يدل على ان الوجود خارج عن الماهية فهو
دليل على ان الوجود غير الماهية اما ليس ان كل ما دل على انه غير الماهية فانه يدل
على انه خارج عن الماهية لان جزء الشىء يكون مغايرا له مع انه غير خارج عنه
فلنذكر فى هذا لفصل ما يدل على ان الوجود غير الماهية و ذلك من وجوه اربعة (الأول)
ان الوجود مشترك فيه بين الماهيات و لا شيء من خصوصية شيء من الماهيات التي هى
اخص من الوجود بمشترك فيه بين الماهيات التي هى اخص منه فالوجود مغاير للماهيات
(الثاني) لو كان الوجود نفس الماهية لكان قول القائل الجوهر موجود مثل قوله الجوهر
جوهر و بالجملة لا يكون الحمل و الوضع هاهنا الا في اللفظ و لما لم يكن كذلك علمنا
ان الوجود مغاير للجوهرية^ (فان قيل) اذا قلنا الجوهر موجود أفادنا ان المتصور في
العقل موجود محصل في الخارج و ذلك لا يقتضى ان يكون كونه محصلا في الخارج زائدا
عليه بل يقتضى ان يكون كونه محصلا في الخارج ممتازا عن كونه متصورا
اسم الکتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات المؤلف : الرازي، فخر الدين الجزء : 1 صفحة : 23