اسم الکتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات المؤلف : الرازي، فخر الدين الجزء : 1 صفحة : 150
الفصل التاسع في بيان ان الجوهر هو القابل للاضداد الغير الاضافية
لاستحالته في ذاته لا على سبيل التبعية لغيره
(و احترزنا) بذلك عن الظن و القول فانهما يتغير ان عن الصدق الى
الكذب تبعا لتغير المظنون و المخبر عنه و مع ذلك فلا يتغير ذات الظن و انما يتغير
نسبته و اضافته و هذه الخاصية غير حاصلة في الجواهر العقلية لبعدها عن التغير و
الانفعال و لا في الجواهر الكلية لان الكلي مشتمل على كل شخص و لا يصدق ان كل شخص
ابيض او اسود^ (فان قيل) العرض الكلي يقبل الضدين كاللون يقبل البياضية و السوادية
(فنقول) اللون الذي هو حصة السواد يمتنع ان يبقى عند زوال السوادية عنه حتى يتصف
بفصل البياض (نعم انما يقال) اللون يقبل الضدين اما بمعنى بعض و بعض و اما بان
تجرد اللونية في الوهم فيكون قابلا لاى الفصلين شئنا منهما و ليس الكلام فيه انما
الكلام في شيء محصل في الخارج يقبل الضدين و لو كان اللون في الخارج يقبل السواد
تارة و البياض اخرى لما كان سواد او بياضا بل مسودا و مبيضا و هذا باطل و اذ قد
استوفينا خواص الجواهر فلنذكر خواص الاعراض^
الفصل العاشر في ان العرض ليس بجنس
(المشهور) و الحق متطابقان على ذلك و براهينه ثلاثة (الأول) انا
نتصور ماهية السواد و البياض و الخط و السطح و نشك في كونها اعراضا و لو لان
العرضية امر غير مقوم لامتنع ذلك^ (الثاني) ان العرضية عبارة عن نسبة الشىء
بالحلول الى الموضوع و الطبائع للحسنية لا بد و ان تكون مسندة «الى امور داخلة في
الذات لا الى نسب
اسم الکتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات المؤلف : الرازي، فخر الدين الجزء : 1 صفحة : 150