responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري    الجزء : 1  صفحة : 84

(الفرق) بين‌ العلم‌ و البصيرة

أن البصيرة هي تكامل العلم و المعرفة بالشي‌ء و لهذا لا يجوز أن يسمى الباري تعالى بصيرة اذ لا يتكامل علم أحد بعظمته و سلطانه.

(الفرق) بين‌ العلم‌ و الدراية

أن الدراية فيما قال أبو بكر الزبيري‌[1] بمعنى الفهم قال و هو لنفي السهو عما يرد على الانسان فيدريه أي يفهمه، و حكى عن بعض أهل العربية أنها مأخوذة من دريت اذا اختلت و أنشد:

^

يصيب فما يدري و يخطي فما درى‌

^ أي ما اختل فيه يفوته و ما طلبه من الصيد بغير ختل يناله فان كانت مأخوذة من ذاك فهو يجري مجرى ما يفطن الانسان له من المعرفة التي تنال غيره فصار ذلك كالختل منه للاشياء، و هذا لا يجوز على الله سبحانه و تعالى، و جعل أبو علي رحمه الله الدراية مثل العلم و أجازها على الله و احتج بقول الشاعر^

لا هم لا أدري و أنت الداري‌

^ و هذا صحيح لان الانسان اذا سئل عما لا يدري فقال لا أدري فقد أفاد هذا القول منه معنى قوله لا أعلم لانه لا يستقيم أن يسأل عما لا يعلم فيقول لا أفهم لان معنى قوله لا أفهم أي لا أفهم سؤالك و قوله لا أدري انما هو لا أعلم ما جواب مسألتك، و على هذا يكون العلم و الدراية سواءا لان الدراية علم يشتمل على المعلوم من جميع وجوهه و ذلك أن الفعالة للاشتمال مثل العصابة و العمامة و القلادة، و لذلك جاء أكثر أسماء الصناعات على فعالة نحو القصارة و الخياطة و مثل ذلك العبارة لاشتمالها على ما فيها فالدراية تفيد ما لا يفيده العلم من هذا الوجه و الفعالة أيضا تكون للاستيلاء مثل الخلافة و الامارة فيجوز أن تكون بمعنى الاستيلاء فتفارق العلم من هذه الجهة.


[1] لعله« الزهري».

اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست