responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري    الجزء : 1  صفحة : 73

و لفظ العلم لا يفيد ذلك الا بضرب آخر من التخصيص في ذكر المعلوم، و الشاهد قول أهل اللغة ان العلم يتعدى الى مفعولين ليس لك الاقتصار على أحدهما الا أن يكون بمعنى المعرفة كقوله تعالى‌ (لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) أي لا تعرفونهم الله يعرفهم، و انما كان ذلك كذلك لأن لفظ العلم مبهم فاذا قلت علمت زيدا فذكرته باسمه الذي يعرفه به المخاطب لم يفد فاذا قلت قائما أفدت لأنك دللت بذلك على أنك علمت زيدا على صفة جاز أن لا تعلمه عليها مع علمك به في الجملة، و اذا قلت عرفت زيدا أفدت لأنه بمنزلة قولك علمته متميزا من غيره فاستغنى عن قولك متميزا من غيره لما في لفظ المعرفة من الدلالة على ذلك. و الفرق بين العلم و المعرفة انما يتبين في الموضع الذي يكون فيه جملة غير مبهمة ألا ترى أن قولك علمت أن لزيد ولدا و قولك عرفت أن لزيد ولدا يجريان مجرى واحدا.

(الفرق) بين‌ العلم‌ و اليقين‌

أن العلم هو اعتقاد الشي‌ء على ما هو به على سبيل الثقة، و اليقين هو سكون النفس و ثلج الصدر بما علم، و لهذا لا يجوز أن يوصف الله تعالى باليقين، و يقال ثلج اليقين و برد اليقين و لا يقال ثلج العلم و برد العلم، و قيل الموقن العالم بالشي‌ء بعد حيرة الشك، و الشاهد أنهم يجعلونه ضد الشك فيقولون شك و يقين و قلما يقال شك و علم فاليقين ما يزيل الشك دون غيره من أضداد العلوم، و الشاهد قول الشاعر:

بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه‌

و أيقن أنا لاحقان بقيصرا

أي أزال الشك عنه عند ذلك، و يقال اذا كان اليقين عند المصلي أنه صلى أربعا فله أن يسلم، و ليس يراد بذلك أنه اذا كان عالما به لأن العلم لا يضاف الى ما عند أحد اذا كان المعلوم في نفسه على ما علم و إنما يضاف اعتقاد الانسان الى ما عنده سواء كان معتقده على ما اعتقده أولا اذا زال به شكه، و سمي علمنا يقينا لأن في وجوده ارتفاع الشك.

اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست