اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري الجزء : 1 صفحة : 29
السؤال هل و الالف و أم و ما و من و أي و كيف و كم و أين و
متى، و السؤال هو طلب الاخبار بأداته في الافهام فان قال ما مذهبك في حدث العالم
فهو سؤال لانه قد أتى بصيغة السؤال، و ان قال أخبرني عن مذهبك في حدث العالم فمعناه
معنى السؤال و لفظه لفظ الأمر.
(الفرق) بين الدعاء و المسألة،
أن المسألة يقارنها
الخضوع و الاستكانة و لهذا قالوا المسألة ممن دونك و الأمر ممن فوقك و الطلب ممن
يساويك فأما قوله تعالى (وَ لا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ) فهو يجري مجرى الرفق في
الكلام و استعطاف السامع به و مثله قوله تعالى (إِنْ تُقْرِضُوا
اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً) فأما قول الحصين بن المنذر ليزيد بن المهلب و
الحصين بن حيدة:
أمرتك أمرا جازما فعصيتني
و كان من التوفيق قتل ابن هاشم
فهو على وجه الازدراء
بالمخاطب و التخطئة له ليقبل لرأيه الادلال عليه أو غير ذلك مما يجري مجراه، و
الأمر في هذا الموضع هو المشورة و سميت المشورة أمرا لأنها على صيغة الأمر و معلوم
أن التابع لا يأمر المتبوع ثم يعنفه على مخالفته أمره، لا يجوز ذلك في باب الدين و
الدنيا ألا ترى أنه لا يجوز أن يقال ان المسكين أمر الأمير باطعامه و ان كان
المسكين أفضل من الأمير في الدين، و الدعاء اذا كان لله تعالى فهو مثل المسألة معه
استكانة و خضوع و اذا كان لغير الله جاز أن يكون معه خضوع و جاز أن لا يكون معه
ذلك كدعاء النبي صلى الله عليه و سلم أبا جهل الى الاسلام لم يكن فيه استكانة، و يعدى
هذا الضرب من الدعاء بإلى فيقال دعاه اليه، و في الضرب الاول بالباء، فيقال دعاه
به.
تقول: دعوت الله بكذا و
لا تقول دعوته اليه لان فيه معنى مطالبته به و قوده إليه.
(الفرق) بين الدعاء و النداء،
أن النداء هو رفع الصوت
بما له معنى و العربي يقول لصاحبه ناد معي ليكون ذلك أندى لصوتنا أي أبعد له، و
الدعاء يكون برفع الصوت و خفضه يقال دعوته من بعيد و دعوت الله في
اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري الجزء : 1 صفحة : 29