اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري الجزء : 1 صفحة : 28
لم يكن معبرا عنه. و قيل العبارة من قولك عبرت الدنانير و
انما يعبر ليعرف مقدار وزنها فيرتفع الاشكال في صفتها بالزيادة و النقصان.
و سميت العبارة عبارة
لانها تعبر المعنى الى المخاطب، و التعبير وزن الدنانير لانها تعبر به من حال
المقدار الى ظهره. و العبرة الدمعة المترددة في العين لعبورها من أحد الجانبين الى
الآخر، و العبرة الآية التي يعبر بها من منزلة الجهل الى العلم، و التعبير تفسير
الرؤيا لانه يعبر بها من حال أجمع و انها تقتضي معبرا عنه، و تكون مفردا و جملة
فالمفرد قولك عبرت عن الرجل بزيد، و الجملة قولك عبرت عما قلته بقام زيد و بزيد
منطلق.
(و الفرق) بينهما و
بين القول
ان القول يقتضي المقول
بعينه، مفردا كان أو جملة أو ما يقوم مقام ذلك و لذلك تعدى تعديا مطلقا و لم يتعد
الى غير المقول، و العبارة تعدت الى معنى القول بحرف فقيل عبرت عنه.
(الفرق) بين العبارة عن الشيء و الاخبار عنه،
أن الاخبار عنه يكون
بالزيادة في صفته و النقصان منها و يجوز أن يخبر عنه بخلاف ما هو عليه فيكون ذلك
كذبا، و العبارة عنه هي الخبر عنه بما هو عليه من غير زيادة و لا نقصان فالفرق
بينهما بين.
و من قبيل الكلام
السؤال
(الفرق) بين السؤال و الاستخبار،
أن الاستخبار طلب الخبر
فقط، و السؤال يكون طلب الخبر و طلب الأمر و النهي و هو أن يسأل السائل غيره أن
يأمره بالشيء أو ينهاه عنه، و السؤال و الأمر سواء في الصيغة و انما يختلفان في
الرتبة فالسؤال من الادنى في الرتبة و الامر من الأرفع فيها.
(الفرق) بين السؤال و الاستفهام،
ان الاستفهام لا يكون
الا لما يجهله المستفهم أو يشك فيه و ذلك أن المستفهم طالب لان يفهم و يجوز أن
يكون السائل يسأل عما يعلم و عن ما لا يعلم فالفرق بينهما ظاهر، و أدوات
اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري الجزء : 1 صفحة : 28