اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري الجزء : 1 صفحة : 25
يعرف حقيقته. و الحقيقة أيضا من قبيل القول على ما ذكرنا و
ليست الذات كذلك و الحقيقة عند العرب ما يجب على الانسان حفظه يقولون هو حامي
الحقيقة و فلان لا يحمي حقيقته.
(الفرق بين الحقيقة و الحق)
ان الحقيقة ما وضع من
القول موضعه في أصل اللغة حسنا كان أو قبيحا و الحق ما وضع موضعه من الحكمة فلا
يكون الا حسنا و انما شملها اسم التحقيق لاشتراكهما في وضع الشيء منهما موضعه من
اللغة و الحكمة.
(الفرق بين الحقيقة و المعنى)
ان المعنى هو القصد الذي
يقع به القول على وجه دون وجه و قد يكون معنى الكلام في اللغة ما تعلق به القصد. و
الحقيقة ما وضع من القول موضعه منها على ما ذكرنا يقال عنيته أعنيه معنى. و المفعل
يكون مصدرا و مكانا و هو ههنا مصدر و مثله قولك دخلت مدخلا حسنا أي دخولا حسنا. و
لهذا قال أبو علي رحمة الله عليه ان المعنى هو القصد الى ما يقصد اليه من القول
فجعل المعنى القصد لأنه مصدر. قال و لا يوصف الله تعالى بأنه معنى لأن المعنى هو
قصد قلوبنا الى ما نقصد اليه من القول و المقصود هو المعنى و الله تعالى هو المعنى
و ليس بمعنى و حقيقة هذا الكلام أن يكون ذكر الله هو المعنى و القصد اليه هو
المعنى اذا كان المقصود في الحقيقة حادث. و قولهم عنيت بكلامي زيدا كقولك أردته
بكلامي و لا يجوز أن يكون زيد في الحقيقة مرادا مع وجوده فدل ذلك على أنه عنى ذكره
و أريد الخبر عنه دون نفسه. و المعنى مقصور على القول دون ما يقصد. ألا ترى أنك
تقول معنى قولك كذا و لا تقول معنى حركتك كذا ثم توسع فيه فقيل ليس لدخولك الى
فلان معنى و المراد أنه ليس له فائدة تقصد ذكرها بالقول. و توسع في الحقيقة ما لم
يتوسع في المعنى فقيل لا شيء الا و له حقيقة و لا يقال لا شيء الا و له
اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري الجزء : 1 صفحة : 25