اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري الجزء : 1 صفحة : 205
(الفرق) بين الهداية و النجاة
أن النجاة تفيد الخلاص
من المكروه و الهداية تفيد التمكن من الوصول الى الشيء و لفظهما ينبئ عن معنييهما
و هو أنك تقول نجاه من كذا و هداه الى كذا فالنجاة تكون من الشيء و الهداية تكون
الى الشيء و انما ذكرناهما و الفرق بينهما لأن بعضهم ذكر أنهما سواء.
(الفرق) بين الفوز و النجاة
أن النجاة هي الخلاص من
المكروه، و الفوز هو الخلاص من المكروه مع الوصول الى المحبوب و لهذا سمى الله
تعالى المؤمنين فائزين لنجاتهم من النار و نيلهم الجنة و لما كان الفوز يقتضي نيل
المحبوب قيل فاز بطلبته و قال تعالى (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ
فَوْزاً عَظِيماً) أي أنال الخير نيلا كثيرا.
(الفرق) بين الفوز و الظفر
أن الظفر هو العلو على
المناوىء المنازع قال الله تعالى (مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ) و قد يستعمل في
موضع الفوز يقال ظفر ببغيته و لا يستعمل الفوز في موضع الظفر ألا ترى أنه لا يقال
فاز بعدوه كما يقال ظفر بعدوه بعينه فالظفر مفارق للفوز و قال علي بن عيسى الفوز
الظفر بدلا من الوقوع في الشر و أصله نيل الحظ من الخير و فوز اذا ركب المفازة و
فوز أيضا اذا مات لأنه قد صار في مثل المفازة.
(الفرق) بين النجاة و التخلص
أن التخلص يكون من تعقيد
و ان لم يكن أذى و النجاة لا تكون الا من أذى و لا يقال لمن لا خوف عليه نجا لأنه
لا يكون ناجيا الا مما يخاف.
(الفرق) بين الصلاح و الفلاح
أن الصلاح ما يتمكن به
من الخير أو يتخلص به من الشر. و الفلاح نيل الخير و النفع الباقي أثره و سمي
الشيء الباقي الأثر فلحا و يقال للأكار فلاح لأنه يشق الارض شقا باقيا في الارض[1] و الافلح
المشقوق الشفة السفلى، يقال هذه علة صلاحه و لا يقال فلاحه بل يقال هي سبب فلاحه و
يقال موته صلاحه لأنه يتخلص به