responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري    الجزء : 1  صفحة : 204

على خلافه أن يهلك.

(الفرق) بين‌ الهدي‌ و البيان‌

أن البيان في الحقيقة اظهار المعنى للنفس كائنا ما كان فهو في الحقيقة من قبيل القول. و الهدي بيان طريق الرشد ليسلك‌[1] دون طريق الغي، هذا اذا أطلق فاذا قيد استعمل في غيره فقيل هدي الى النار و غيرها.

(الفرق) بين‌ الخير و الصلاح‌

أن الصلاح الاستقامة على ما تدعو اليه الحكمة و يكون في الضر و النفع كالمرض يكون صلاحا للانسان في وقت دون الصحة و ذلك أنه يؤدي الى النفع في باب الدين فاما الألم الذي لا يؤدي الى النفع فلا يسمى صلاحا مثل عذاب جهنم فانه لا يؤدي الى نفع و لا هو نفع في نفسه و يقال أفعال الله تعالى كلها خير و لا يقال عذاب الاخرة خير للمعذبين به و قيل الصلاح التغير الى استقامة الحال و الصالح المتغير الى استقامة الحال و لهذا لا يقال لله تعالى صالح و الصالح في الدين يجري على الفرائض و النوافل دون المباحات لأنه مرغب فيه و مأمور به فلا يجوز أن يرغب في المباح و لا أن يؤمر به لأن ذلك عبث، و الخير هو السرور و الحسن و اذا لم يكن حسنا لم يكن خيرا لما يؤدي اليه من الضرر الزائد على المنفعة به و لذلك لم تكن المعاصي خيرا و ان كانت لذة و سرورا و لا يقال للمرض خير كما يقال له صلاح فاذا جعلت خيرا أفعل فقلت المرض خير لفلان من الصحة كان ذلك جائزا و يقال الله تعالى خير لنا من غيره و لا يقال هو أصلح لنا من غيره لأن أفعل انما يزيد على لفظ فاعل مبالغة فاذا لم يصح أن يوصف بأنه أصلح من غيره و الخير اسم من أسماء الله تعالى و في الصحابة رجل يقال له عبد خير و قال أبو هشام تسمية الله تعالى بأنه خير مجاز قال و يقال خار الله لك و لم يجي‌ء أنه خائر.


[1]« ليسلك» زائدة في السكندرية.

اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري    الجزء : 1  صفحة : 204
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست