اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري الجزء : 1 صفحة : 199
الباب الخامس عشر في الفرق بين الحفظ و الرعاية و الحراسة و
ما يجري مع ذلك و في الفرق بين الضمان و الوكالة و الزعامة و ما يقرب من ذلك
(الفرق) بين الحفظ و الرعاية
أن نقيض الحفظ الاضاعة و
نقيض الرعاية الاهمال و لهذا يقال للماشية اذا لم يكن لها راع همل و الاهمال هو ما
يؤدي الى الضياع، فعلى هذا يكون الحفظ صرف المكاره عن الشيء لئلا يهلك، و الرعاية
فعل السبب الذي يصرف المكاره عنه و من ثم يقال فلان يرعى العهود بينه و بين فلان
أي يحفظ الأسباب التي تبقى معها[1] تلك العهود
و منه راعي المواشي لتفقده أمورها و نفي الاسباب التي يخشى عليها الضياع منها.
فأما قولهم للساهر أنه يرعى النجوم فهو تشبيه براعي المواشي لأنه يراقبها كما
يراقب الراعي مواشيه.
(الفرق) بين الحفظ و الكلاءة
أن الكلاءة هي إمالة
الشيء الى جانب يسلم فيه من الآفة و من ثم يقال كلأت السفينة اذا قربتها من الارض
و الكلأ مرفأ السفينة فالحفظ أعم لأنه جنس الفعل فان استعملت[2] احدى الكلمتين في مكان الاخرى
فلتقارب معنييهما.