responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري    الجزء : 1  صفحة : 195

على السيئة بالاناة، و حلم في النوم لأن حال النوم حال سكون و هدوء و احتلم الغلام و هو محتلم و حالم يرجع الى قولهم حلم في النوم، و حلمة الثدي الناتئ في طرفه لما يخرج منها من اللبن الذي يحلم الصبي و حلم الأديم ثقل بالحلم و هو قردان عظيمة لينة الملمس و تحلم الرجل تكلف الحلم. و الصبر حبس النفس لمصادفة المكروه، و صبر الرجل حبس نفسه عن إظهار الجزع و الجزع اظهار ما يلحق المصاب من المضض‌[1] و الغم و

في الحديث‌ (يصبر الصابر و يقتل القاتل).

و الصابر ههنا هو الذي يصبر النفس عن القتل، و لا تجوز الصفة على الله تعالى بالصبر لأن المضار لا تلحقه و تجوز الصفة عليه بالحلم لأنه صفة مدح و تعظيم و اذا قال قائل اللهم حلمك عن العصاة أي امهالك فدلك جائز على شرائط الحكمة من غير أن يكون فيه مفسدة و امهال الله تعالى اياهم مظاهرة عليهم.

(الفرق) بين‌ الصبر و الاحتمال‌

أن الاحتمال للشي‌ء يفيد كظم الغيظ فيه، و الصبر على الشدة يفيد حبس النفس عن المقابلة عليه بالقول و الفعل، و الصبر عن الشي‌ء يفيد حبس النفس عن فعله و صبرت على خطوب الدهر أي حبست النفس عن الجزع عندها و لا يستعمل الاحتمال في ذلك لأنك لا تغتاظ منه.

(الفرق) بين‌ الحلم‌ و الإمهال‌

أن كل حلم امهال و ليس كل امهال حلما لأن الله تعالى لو أمهل من أخذه لم يكن هذا الامهال حلما لأن الحلم صفة مدح و الامهال على هذا الوجه مذموم و اذا كان الأخذ و الامهال سواءا في الاستصلاح فالامهال تفضل و الانتقام عدل و على هذا يجب أن يكون ضد الحلم السفه اذا كان الحلم واجبا لأن ضده استفساد فلو فعله لم يكن ظلما الا أنه لم يكن حكمة ألا ترى أنه قد يكون الشي‌ء سفها و إن لم يكن ضده حلما و هذا نحو صرف الثواب عن المستحق الى غيره لأن ذلك يكون ظلما من حيث حرمة من استحقه و يكون سفها من حيث وضع‌


[1] في السكندرية« المضرة».

اسم الکتاب : الفروق في اللغة المؤلف : أبو هلال العسكري    الجزء : 1  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست