وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع إِنَّ بَيْنَ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ رَوْضَةً يَرْتَعُ فِي نَوْرِهَا الْأَبْرَارُ وَ يَتَنَعَّمُ فِي حَدَائِقِهَا الْمُتَّقُونَ فَذَابُوا سَهَراً فِي اللَّيْلِ وَ صِيَاماً فِي النَّهَارِ فَعَلَيْكُمْ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ فِي صَدْرِهِ وَ بِالتَّضَرُّعِ وَ الِاسْتِغْفَارِ فِي آخِرِهِ وَ إِذَا وَرَدَ النَّهَارُ فَأَحْسِنُوا مُصَاحَبَتَهُ بِفِعْلِ الْخَيْرَاتِ وَ تَرْكِ الْمُنْكَرَاتِ وَ تَرْكِ مَا يُرْدِيكُمْ مِنْ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهَا مُشْرِفَةٌ بِكُمْ عَلَى قَبَائِحِ الْعُيُوبِ وَ كَأَنَّ الْمَوْتَ قَدْ دَهَمَكُمْ وَ السَّاعَةَ قَدْ غَشِيَتْكُمْ فَإِنَّ الْحَادِيَ قَدْ حَدَا بِكُمْ يحدي [يَحْدُو] لَا يَلْوِي دُونَ غَايَتِكُمْ فَاحْذَرُوا نَدَامَةَ التَّفْرِيطِ حَيْثُ لَا يَنْفَعُ النَّدَامَةُ إِذَا زَلَّتِ الْأَقْدَامُ.
وَ قَالَ ع قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِذَا عَصَانِي مَنْ يَعْرِفُنِي سَلَّطْتُ عَلَيْهِ مَنْ لَا يَعْرِفُنِي.
وَ قَالَ ع الْمُؤْمِنُ نُطْقُهُ ذِكْرٌ وَ صَمْتُهُ فِكْرٌ وَ نَظَرُهُ اعْتِبَارٌ.
وَ قَالَ: إِنَّ عَدُوِّي يَأْتِينِي بِالْحَاجَةِ فَأُبَادِرُ إِلَى قَضَائِهَا خَوْفاً أَنْ يَسْبِقَنِي أَحَدٌ إِلَيْهَا وَ أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنِّي فَيَفُوتَنِي فَضِيلَتُهَا.
وَ سُئِلَ عَنِ الزَّاهِدِ فَقَالَ هُوَ الْمُتَبَلِّغُ بِدُونِ قُوتِهِ الْمُسْتَعِدُّ لِيَوْمِ مَوْتِهِ.
وَ قَالَ: الدُّنْيَا سُبَاتٌ وَ الْآخِرَةُ يَقَظَةٌ وَ نَحْنُ بَيْنَهُمَا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ.
وَ قَالَ: أَقْرَبُ مَا يَكُونُ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ إِذَا غَضِبَ وَ مِنْ طَاعَةِ الشَّيْطَانِ إِذَا حَرِدَ.
وَ خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ لَمْ تُخْلَقُوا عَبَثاً وَ لَمْ تُتْرَكُوا سُدًى وَ إِنَّ لَكُمْ مَعَاداً يَجْمَعُكُمُ اللَّهُ فِيهِ لِيَوْمِ الْفَصْلِ وَ الْحُكْمِ بَيْنَكُمْ وَ قَدْ خَابَ وَ خَسِرَ مَنْ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ رَحِمَتِهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ وَ جَنَّتِهِ الَّتِي عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ بِسُوءِ عَمَلِهِ وَ إِنَّ الْأَمَانَ غَداً لِمَنْ بَاعَ قَلِيلًا بِكَثِيرٍ وَ فَانِياً بِبَاقٍ وَ شَقَاوَةً بِسَعَادَةٍ أَ لَا تَرَوْنَ أَخْلَافَ الْمَاضِينَ وَ يَسْتَخْلِفُكُمْ قَوْمٌ آخَرُونَ يَأْخُذُونَ تُرَاثَكُمْ وَ بُيُوتَكُمْ وَ أَجْدَاثَكُمْ وَ فِي كُلِّ يَوْمٍ تُجَهِّزُونَ غَادِياً وَ رَائِحاً قَدْ قَضَى نَحْبَهُ وَ لَقِيَ رَبَّهُ فَيَجْعَلُونَهُ فِي صَدْعٍ مِنَ الْأَرْضِ غَيْرَ مُوَسَّدٍ وَ لَا مُمَهَّدٍ قَدْ خَلَعَ الْأَسْبَابَ وَ سَكَنَ التُّرَابَ وَ فَارَقَ الْأَحْبَابَ وَ وَاجَهَ الْحِسَابَ أَصْبَحَ فَقِيراً إِلَى مَا قَدَّمَ غَنِيّاً عَمَّا خَلَّفَ لَا يَزِيدُ فِي حَسَنَتِهِ وَ لَا يَنْقُصُ مِنْ سَيِّئَتِهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ لِكُلِّ سَفْرٍ زَادٌ لَا بُدَّ مِنْهُ فَتَزَوَّدُوا لِسَفَرِكُمُ التَّقْوَى وَ كُونُوا كَمَنْ عَايَنَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ مِنْ ثَوَابِهِ وَ عِقَابِهِ لِتَرْهَبُوا وَ تَرْغَبُوا وَ لَا يَغُرَّنَّكُمُ الْأَمَلُ وَ لَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمُ الْأَمَدُ فَإِنَّهُ وَ اللَّهِ مَا بَسَطَ