رَبِيعَ قَلْبِي وَ نُورَ بَصَرِي وَ شِفَاءَ صَدْرِي وَ ذَهَابَ غَمِّي وَ جَلَاءَ حُزْنِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ غَمَّهُ وَ نَفَّسَ كَرْبَهُ وَ قَضَى حَوَائِجَهُ.
وَ كَانَ ص يَدْعُو فَيَقُولُ اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ مَعْصِيَتِكَ وَ مِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ وَ مِنَ الْيَقِينِ مَا يُهَوِّنُ عَلَيْنَا مِنْ مَصَائِبِ الدُّنْيَا وَ مَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَ أَبْصَارِنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا وَ لَا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا اللَّهُمَّ إِلَيْكَ الْحَمْدُ وَ إِلَيْكَ الْمُشْتَكَى وَ أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ وَ فِيمَا عِنْدَكَ الرَّغْبَةُ وَ لَدَيْكَ غَايَةُ الطَّلِبَةِ اللَّهُمَّ آمِنْ رَوْعَتِي وَ اسْتُرْ عَوْرَتِي اللَّهُمَّ أَصْلِحْ دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا وَ أَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا وَ أَصْلِحْ آخِرَتَنَا الَّتِي إِلَيْهَا مُنْقَلَبُنَا وَ اجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ وَ الْوَفَاةَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَ عَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَ الْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَ السَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ يَا مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوَى وَ شَاهِدَ كُلِّ نَجْوَى وَ كَاشِفَ كُلِّ بَلْوَى فَإِنَّكَ تَرَى وَ لَا تُرَى وَ أَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَ مَا يُقَرِّبُ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَ فِعْلٍ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَ مَا يُقَرِّبُ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْخَيْرِ رِضْوَانَكَ وَ الْجَنَّةَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الشَّرِّ سَخَطِكَ وَ النَّارِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا تَعْلَمُ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ فَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ^.
رُوِيَ عَنْ ذِي النُّونِ الْمِصْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: وَجَدْتُ فِي صَخْرَةٍ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ مَكْتُوبٍ عَلَيْهَا كُلُّ خَائِفٍ هَارِبٌ وَ كُلُّ رَاجٍ طَالِبٌ وَ كُلُّ عَاصٍ مُسْتَوْحِشٌ وَ كُلُّ طَائِعٍ مُسْتَأْنَسٌ وَ كُلُّ قَانِعٍ عَزِيزٌ وَ كُلُّ طَالِبٍ ذَلِيلٌ وَ نَظَرْتُ فَإِذَا هَذَا الْكَلَامُ أَصْلٌ لِكُلِّ شَيْءٍ وَ كَانَ يَقُولُ يُقَدِّرُ الْمُقَدِّرُونَ وَ الْقَضَاءُ يَضْحَكُ مِنْهُمْ.
الباب الحادي و العشرون في الذكر و المحافظة عليه
قال الله تعالى فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ
وَ قَالَ سُبْحَانَهُ فِي بَعْضِ كُتُبِهِ أَهْلُ ذِكْرِي فِي ضِيَافَتِي وَ أَهْلُ طَاعَتِي فِي نِعْمَتِي وَ أَهْلُ شُكْرِي فِي زِيَارَتِي وَ أَهْلُ مَعْصِيَتِي لَا أُويِسُهُمْ مِنْ رَحْمَتِي إِنْ تَابُوا فَأَنَا أُحِبُّهُمْ وَ إِنْ مَرِضُوا فَأَنَا طَبِيبُهُمْ أُدَاوِيهِمْ بِالْمِحَنِ وَ الْمَصَائِبِ لِأُطَهِّرَهُمْ مِنَ الذُّنُوبِ وَ الْمَعَايِبِ.