وَ إِذَا دَعَتْكَ الْقُدْرَةُ عَلَى ظُلْمِ مَنْ هُوَ دُونَكَ فَاذْكُرْ قُدْرَةَ اللَّهِ عَلَيْكَ يَا بُنَيَّ تَعَلَّمْ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَا جَهِلْتَ وَ عَلِّمِ النَّاسَ مَا عَلِمْتَ تُذْكَرْ بِذَلِكَ فِي الْمَلَكُوتِ يَا بُنَيَّ أَغْنَى النَّاسِ مَنْ قَنِعَ بِمَا فِي يَدَيْهِ وَ أَفْقَرُهُمْ مَنْ مَدَّ عَيْنَيْهِ إِلَى مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ وَ عَلَيْكَ يَا بُنَيَّ بِالْيَأْسِ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ وَ الْوُثُوقِ بِوَعْدِ اللَّهِ وَ اسْعَ فِيمَا فَرَضَ عَلَيْكَ وَ دَعِ السَّعْيَ فِيمَا ضَمِنَ لَكَ وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فِي كُلِّ أُمُورِكَ يكفيك [يَكْفِكَ] وَ إِذَا صَلَّيْتَ فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ تَظُنُّ أَنْ لَا تَبْقَى بَعْدَهَا أَبَداً وَ إِيَّاكَ مَا تَعْتَذِرُ مِنْهُ فَإِنَّهُ لَا يُعْتَذَرُ مِنْ خَيْرٍ وَ أَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ اكْرَهْ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ وَ لَا تَقُلْ مَا لَمْ تَعْلَمْ وَ اجْهَدْ أَنْ يَكُونَ الْيَوْمَ خَيْراً لَكَ مِنْ أَمْسِ وَ غَداً خَيْراً لَكَ مِنَ الْيَوْمِ فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَوَى يَوْمَاهُ فَهُوَ مَغْبُونٌ وَ مَنْ كَانَ يَوْمُهُ شَرّاً مِنْ أَمْسِهِ فَهُوَ مَلْعُونٌ وَ ارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ يَقُولُ أَعْظَمُ عِبَادِي ذَنْباً مَنْ لَمْ يَرْضَ بِقَضَائِي وَ لَمْ يَشْكُرْ نَعْمَائِي وَ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى بَلَائِي.
وَ أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ ص مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ فَقَالَ لَهُ أُوصِيكَ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ وَ صِدْقِ الْحَدِيثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَ خَفْضِ الْجَنَاحِ وَ الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَ تَرْكِ الْخِيَانَةِ وَ حُسْنِ الْجِوَارِ وَ صِلَةِ الْأَرْحَامِ وَ رَحْمَةِ الْيَتِيمِ وَ لِينِ الْكَلَامِ وَ بَذْلِ السَّلَامِ وَ حُسْنِ الْعَمَلِ وَ قَصْرِ الْأَمَلِ وَ تَوْكِيدِ الْأَيْمَانِ وَ التَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ وَ تَدَبُّرِ الْقُرْآنِ وَ ذِكْرِ الْآخِرَةِ وَ الْجَزَعِ مِنَ الْحِسَابِ وَ كَثْرَةِ ذِكْرِ الْمَوْتِ وَ لَا تَسُبَّ مُسْلِماً وَ لَا تُطِعْ آثِماً وَ لَا تَقْطَعْ رَحِماً وَ لَا تَرْضَ بِقَبِيحٍ تَكُنْ كَفَاعِلِهِ وَ اذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ كُلِّ شَجَرٍ وَ مَدَرٍ وَ بِالْأَسْحَارِ وَ عَلَى كُلِّ حَالٍ يَذْكُرْكَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذَاكِرٌ مَنْ ذَكَرَهُ وَ شَاكِرٌ مَنْ شَكَرَهُ وَ جَدِّدْ لِكُلِّ ذَنْبٍ تَوْبَةً السِّرَّ بِالسِّرِّ وَ الْعَلَانِيَةَ بِالْعَلَانِيَةِ وَ اعْلَمْ أَنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَ أَوْثَقَ الْعِزِّ التَّقْوَى وَ أَشْرَفَ الذِّكْرِ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى وَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ الْقُرْآنُ وَ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَ أَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ الْأَنْبِيَاءِ وَ أَشْرَفَ الْمَوْتِ الشَّهَادَةُ وَ أَعْمَى الْعَمَى الضَّلَالَةُ بَعْدَ الْهُدَى وَ خَيْرَ الْعِلْمِ مَا نَفَعَ وَ شَرَّ الْعَمَى عَمَى الْقَلْبِ وَ الْيَدَ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى وَ مَا قَلَّ وَ كَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَ أَلْهَى وَ شَرَّ الْمَعْذِرَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ وَ شَرَّ النَّدَامَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ مِنْ أَعْظَمِ الْخَطَايَا اللِّسَانَ الْكَذِبَ وَ خَيْرَ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ وَ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَ رَأْسَ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ اللَّهِ تَعَالَى فِي السِّرِّ وَ الْعَلَانِيَةِ وَ خَيْرَ مَا أُلْقِيَ فِي الْقَلْبِ