فِيهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَّا قَبَضَتْهُ وَ أَنَّهُ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى الْأَشْرَارِ ثُمَّ تَأْتِي نَارٌ مِنْ قِبَلِ عَدَنٍ تَسُوقُ سَائِرَ مَنْ عَلَى الْأَرْضِ تَحْشُرُهُمْ فَقَالُوا فَمَتَى يَكُونُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِذَا دَاهَنَ قُرَّاؤُكُمْ أُمَرَاءَكُمْ وَ عَظَّمْتُمْ أَغْنِيَاءَكُمْ وَ أَهَنْتُمْ فُقَرَاءَكُمْ وَ ظَهَرَ فِيكُمُ الْغِنَاءُ وَ فَشَا الزِّنَاءُ وَ عَلَا الْبِنَاءُ وَ تَغَنَّيْتُمْ بِالْقُرْآنِ وَ ظَهَرَ أَهْلُ الْبَاطِلِ عَلَى أَهْلِ الْحَقِّ وَ قَلَّ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُضِيعَتِ الصَّلَوَاتُ وَ اتُّبِعَتِ الشَّهَوَاتُ وَ مِيلَ مَعَ الْهَوَى وَ قُدِّمَ أُمَرَاءُ الْجَوْرِ فَكَانُوا خَوَنَةً وَ الْوُزَرَاءُ فَسَقَةً وَ ظَهَرَ الْحِرْصُ فِي الْقُرَّاءِ وَ النِّفَاقُ فِي الْعُلَمَاءِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَنْزِلُ بِهِمُ الْبَلَاءُ مَعَ أَنَّهُ مَا تَقَدَّسَتْ أُمَّةٌ لَا يُنْتَصَرُ لِضَعِيفِهَا مِنْ قَوِيِّهَا تُزَخْرَفُ الْمَسَاجِدُ وَ تُذَهَّبُ بِالْمَصَاحِفِ وَ تُعْلَى الْمَنَابِرُ وَ تَكْثُرُ الصُّفُوفُ وَ تَرْتَفِعُ الضَّجَّاتُ فِي الْمَسَاجِدِ وَ تَجْتَمِعُ الْأَجْسَادُ وَ الْأَلْسُنُ مُخْتَلِفَةٌ وَ دِيْنُ أَحَدِهِمْ لُعْقَةٌ عَلَى لِسَانِهِ إِنْ أُعْطِيَ شَكَرَ وَ إِنْ مُنِعَ كَفَرَ لَا يَرْحَمُونَ صَغِيراً وَ لَا يُوَقِّرُونَ كَبِيراً يَسْتَأْثِرُونَ أَنْفُسَهُمْ تُوطَأُ حَرِيمُهُمْ وَ يَجُورُونَ فِي حُكْمِهِمْ يَحْكُمُ عَلَيْهِمُ الْعَبِيدُ وَ تَمْلِكُهُمُ الصِّبْيَانُ وَ تُدَبِّرُ أُمُورَهُمُ النِّسَاءُ تَتَحَلَّى الذُّكُورُ بِالذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ يَلْبَسُونَ الْحَرِيرَ وَ الدِّيبَاجَ وَ يَسْبُونَ الْجَوَارِيَ وَ يَقْطَعُونَ الْأَرْحَامَ وَ يُخِيفُونَ السَّبِيلَ وَ يَنْصِبُونَ الْعَشَّارِينَ وَ يُجَاهِدُونَ الْمُسْلِمِينَ وَ يُسَالِمُونَ الْكَافِرِينَ فَهُنَاكَ يَكْثُرُ الْمَطَرُ وَ يَقِلُّ النَّبَاتُ وَ تَكْثُرُ الْهَزَّاتُ وَ يَقِلُّ الْعُلَمَاءُ وَ يَكْثُرُ الْأُمَرَاءُ وَ يَقِلُّ الْأُمَنَاءُ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَنْحَسِرُ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ فَيَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنَ الْمِائَةِ تِسْعَةٌ وَ تِسْعُونَ وَ يَسْلَمُ وَاحِدٌ.
وَ قَالَ رَجُلٌ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ غَلَسٍ فَنَادَى رَجُلٌ مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَزَجَرَهُ حَتَّى إِذَا أَسْفَرْنَا رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ تَبَارَكَ خَالِقُهَا وَ وَاضِعُهَا وَ مُمَهِّدُهَا وَ مُحَلِّيهَا بِالنَّبَاتِ ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ تَكُونُ عِنْدَ خُبْثِ الْأُمَرَاءِ وَ مُدَاهَنَةِ الْقُرَّاءِ وَ نِفَاقِ الْعُلَمَاءِ وَ إِذَا صَدَّقَتْ أُمَّتِي بِالنُّجُومِ وَ كَذَّبَتْ بِالْقَدَرِ ذَلِكَ حِينَ يَتَّخِذُونَ الْأَمَانَةَ مَغْنَماً وَ الصَّدَقَةَ مَغْرَماً وَ الْفَاحِشَةَ إِبَاحَةً وَ الْعِبَادَةَ تَكَبُّراً وَ اسْتِطَالَةً عَلَى النَّاسِ.
وَ قَالَ ص وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ فَجَرَةٌ وَ وُزَرَاءُ خَوَنَةٌ وَ عُرَفَاءُ ظَلَمَةٌ وَ قُرَّاءُ فَسَدَةٌ وَ عُبَّادٌ جُهَّالٌ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ