responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 50

إِلَى دَاخِلِ الْمَدِينَةِ فَجَعَلَ يَبْعَثُ غِلْمَانَهُ بِرَحْلِهِ وَ مَتَاعِهِ إِلَى دَارِهِ بِالْمَدِينَةِ فَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ كَانَ يَرْحَلُ بِنَفْسِهِ وَ يَتْرُكُ مَتَاعَهُ خَلْفَهُ لَا يَدْرِي يُبْعَثُ بِهِ إِلَيْهِ فَعَرَفَ الصَّدِيقُ أَنَّهُ صَادِقٌ فِي مِثَالِهِ ذَلِكَ فَأَمَرَهُ بِإِنْفَاقِهِ فِي الصَّدَقَاتِ.

فعليك يا أخي بدوام الصدقات فدوامها من دليل سعادات الدنيا و الآخرة و لا تحقرن قليلها فإن قليلها ينتظم إلى قليل مثله فيصير كثيرا و بادر بإخراج الزكاة إذا وجبت من المال تطوعا فإن الصدقة لا تخرج من يد المؤمن حتى يفك بها سبعين شيطانا كلهم ينهونه عن إخراجها و لا تستكثر يا أخي ما تعطيه في الصدقة و طاعة الله إذا استكبرها المؤمن صغرت عند الله و إذا صغرت عند المؤمن كبرت عند الله‌

وَ فِي الْخَبَرِ أَنَّ مُوسَى ع قَالَ لِإِبْلِيسَ أَخْبِرْنِي بِالذَّنْبِ الَّذِي إِذَا عَمِلَهُ ابْنُ آدَمَ اسْتَحْوَذْتَ عَلَيْهِ فَقَالَ إِذَا أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ وَ اسْتَكْبَرَ عَمَلَهُ وَ صَدَقَتَهُ وَ نَسِيَ ذُنُوبَهُ اسْتَحْوَذْتُ عَلَيْهِ.

و إياك ثم إياك أن تنهر سائلا أو ترده خائبا و لو بشق تمرة و إن ألح في السؤال بل رده ردا جميلا إذا لم يكن شي‌ء تعطيه فإنه أبقى لنعمة الله عليك فإنه ربما كان السائل ملكا بعثه الله إليك في صورة آدمي يختبرك به ليرى كيف تصنع بما رزقك و أعطاك‌

فَفِي الْحَدِيثِ‌ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا نَاجَى مُوسَى قَالَ يَا مُوسَى أَنِلِ السَّائِلَ وَ لَوْ بِالْيَسِيرِ وَ إِلَّا فَرُدَّهُ رَدّاً جَمِيلًا فَإِنَّهُ يَأْتِيكَ مَنْ لَيْسَ بِإِنْسٍ وَ لَا جَانٍّ بَلْ مَلَائِكَةٌ مِنْ مَلَائِكَةِ الرَّحْمَنِ يَسْأَلُونَكَ عَمَّا حَقَّ لَكَ وَ يَخْتَبِرُونَكَ فِيمَا رَزَقَكَ.

و روي‌ أن بعض العلماء كان جالسا في المجلس و حوله أصحابه فدخل مسكين فسأل شيئا فقال لهم العالم أ تدرون ما يقول لكم هذا المسكين يقول أعطوني أحمل لكم إلى الدار الآخرة يكون لكم ذخيرة تقدمون عليه غدا في عرصة المحشر فيا أخي يجب عليك أن تبعث معهم شيئا جزيلا من مالك إلى دار البقاء ليكون ثوابك غدا الجنة في دار النعيم الباقي الدائم و لله در القائل حيث يقول-

يا صاح إنك راحل فتزود

فعساك في ذي اليوم ترحل أو غد

لا تفعلن فالموت ليس بغافل‌

هيهات بل هو للأنام بمرصد

فليأتين منه عليك بساعة

فتود أنك قبلها لم تولد

اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست