responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 49

اذكر الموت هادم اللذات‌

و تجهز لمصرع سوف يأتي.

و قال آخر

ما ذا تقول و ليس عندك حجة

لو قد أتاك منغص اللذات‌

ما ذا تقول إذا دعيت و لم تجب‌

فإذا تركت فأنت في غمرات‌

ما ذا تقول إذا حللت محله‌

ليس الثقات لأهلها بثقات‌

الباب الثالث عشر في المبادرة في العمل‌

يقول مصنف هذا الكتاب رحمه الله انتبه أيها الإنسان من رقدتك و أفق من سكرتك و اعمل و أنت في مهل قبل حلول الأجل و جد مما في يديك لما بعد موتك فإن أمامك عقبة كئودا لا يقطعها إلا المخفون- فأحسن الاستعداد لها من دار تدخلها عريانا و تخرج منها عريانا كما قال تعالى‌ وَ لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى‌ كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ تَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ وَ ما نَرى‌ مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ‌

وَ قَالَ النَّبِيُّ ص‌ اعْمَلُوا فِي الصِّحَّةِ قَبْلَ السُّقْمِ وَ فِي الشَّبَابِ قَبْلَ الْهَرَمِ وَ فِي الْفَرَاغِ قَبْلَ الشُّغُلِ وَ فِي الْحَيَاةِ قَبْلَ الْمَوْتِ وَ قَدْ نَزَلَ جَبْرَئِيلُ ع إِلَيَّ وَ قَالَ لِي يَا مُحَمَّدُ رَبُّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ كُلُّ سَاعَةٍ تَذْكُرُنِي فِيهَا فَهِيَ لَكَ عِنْدِي مُدَّخَرَةٌ وَ كُلُّ سَاعَةٍ لَا تَذْكُرُنِي فِيهَا فَهِيَ مِنْكَ ضَائِعَةٌ.

وَ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى دَاوُدَ ع يَا دَاوُدُ كُلُّ سَاعَةٍ لَا تَذْكُرُنِي فِيهَا عَدِمْتَهَا مِنْ سَاعَةٍ.

وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‌ إِنَّ امْرَأً ضَيَّعَ مِنْ عُمُرِهِ سَاعَةً فِي غَيْرِ مَا خُلِقَ لَهُ الْجَدِيرُ أَنْ يَطُولَ عَلَيْهَا حَسْرَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

وَ قَدْ رُوِيَ‌ أَنَّ شَابّاً وَرِثَ مِنْ أَبِيهِ مَالًا جَزِيلًا فَجَعَلَ يُخْرِجُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَشَكَتْ أُمُّهُ ذَلِكَ إِلَى صَدِيقٍ كَانَ لِأَبِيهِ وَ قَالَتْ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْهِ الْفَقْرَ فَأَمَرَهُ ذَلِكَ الصَّدِيقُ أَنْ يَسْتَبْقِيَ لِنَفْسِهِ مِنَ الْأَمْوَالِ فَقَالَ لَهُ الشَّابُّ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ سَاكِنٍ فِي رَبْطِ الْبَلَدِ وَ قَدْ عَزَمَ عَلَى أَنْ يَتَحَوَّلَ‌

اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست