وَ قَالَ لِي قَائِلٌ أَ لَا تَنْبِذُهَا فَقُلْتُ اعْزُبْ عَنِّي
عِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَى.
وَ قَالَ الزَّاهِدُونَ فِي الدُّنْيَا مُلُوكُ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ مَنْ لَمْ يَزْهَدْ فِي الدُّنْيَا وَ رَغِبَ فِيهَا فَهُوَ فَقِيرُ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ مَنْ زَهِدَ فِيهَا مَلَكَهَا وَ مَنْ رَغِبَ فِيهَا مَلَكَتْهُ.
وَ قَالَ نَوْفٌ الْبِكَالِيُ كُنْتُ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَامَ مِنْ فِرَاشِهِ وَ نَظَرَ إِلَى النُّجُومِ ثُمَّ قَرَأَ آيَاتِ آلِ عِمْرَانَ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ يَا نَوْفُ أَ رَاقِدٌ أَنْتَ أَمْ رَامِقٌ فَقُلْتُ بَلْ رَامِقٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ يَا نَوْفُ طُوبَى لِلزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا الرَّاغِبِينَ فِي الْآخِرَةِ أُولَئِكَ قَوْمٌ اتَّخَذُوا الْأَرْضَ بِسَاطاً وَ تُرَابَهَا فِرَاشاً وَ مَاءَهَا طِيباً وَ الْقُرْآنَ شِعَاراً وَ الدُّعَاءَ دِثَاراً ثُمَّ رَفَضُوا الدُّنْيَا رَفْضاً عَلَى مِنْهَاجِ الْمَسِيحِ يَا نَوْفُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى الْمَسِيحِ أَنْ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً مِنْ بُيُوتِي إِلَّا بِقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ وَ ثِيَابٍ نَقِيَّةٍ وَ أَلْسِنَةٍ نَاطِقَةٍ صَادِقَةٍ وَ أَعْلِمْهُمْ أَنِّي لَا أَسْتَجِيبُ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ دُعَاءً وَ لَا لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِي قِبَلَهُ مَظْلِمَةٌ يَا نَوْفُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَامَ فِي مِثْلِ هَذِهِ السَّاعَةِ فَقَالَ إِنَّ هَذِهِ السَّاعَةَ لَا تُرَدُّ لِأَحَدٍ فِيهَا دَعْوَةٌ إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَرِيفاً أَوْ عَشَّاراً أَوْ شُرْطِيّاً أَوْ شَاعِراً أَوْ صَاحِبَ عَرْطَبَةٍ وَ كُوبَةٍ.
العرطبة الطبل الكبير و الكوب الصغير و روي بالعكس
وَ قَالَ مَا عَاقَبْتُ أَحَداً عَصَى اللَّهَ فِيكَ بِمِثْلِ أَنْ تُطِيعَ اللَّهَ فِيهِ وَ ضَعْ أَمْرَ أَخِيكَ إِلَى أَحْسَنِهِ وَ لَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْهُ شَرّاً وَ أَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مَحْمِلًا وَ مَنْ كَتَمَ سِرَّهُ مَلَكَ أَمْرَهُ وَ كَانَتِ الْخِيَرَةُ بِيَدِهِ وَ مَنْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلتُّهَمَةِ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ وَ لَا يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ وَ عَلَيْكُمْ بِإِخْوَانِ الصِّدْقِ تَعِيشُوا فِي أَكْنَافِهِمْ وَ لَا تَهَاوَنُوا بِالْحَلْفِ فَيُهِينَكُمُ اللَّهُ وَ لَا تَتَعَرَّضُوا لِمَا لَا يَعْنِيكُمْ وَ عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَهُوَ النَّجَاةُ وَ الْمَنْجَاةُ وَ احْذَرُوا عَدُوَّكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ لَا تَصْحَبُوا الْفُجَّارَ وَ اسْتَشِيرُوا ذِي الدِّينِ وَ النَّصِيحَةِ تَرْشُدُوا وَ آخَوُا الْإِخْوَانَ فِي اللَّهِ وَ لَا تَعِيبُوا شَيْئاً تَأْتُونَ بِمِثْلِهِ.
وَ قَالَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع دَارَهُ فَلَمْ أَرَ فِي الْبَيْتِ شَيْئاً فَقُلْتُ أَيْنَ الْأَثَاثُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ يَا ابْنَ غَفَلَةَ نَحْنُ أَهْلُ بَيْتٍ لَا نَتَأَثَّثُ فِي الدُّنْيَا نَقَلْنَا أَجَلَّ مَتَاعِنَا إِلَى الْآخِرَةِ إِنَّ مَثَلَنَا فِي الدُّنْيَا كَرَاكِبِ ظِلٍ