responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 199

الزُّهَّادُ وَ سُخْفُ مَنْطِقِ الْمَرْءِ يَدُلُّ عَلَى قِلَّةِ عَقْلِهِ.

وَ رُوِيَ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ع قَالَ فِي خُطْبَةٍ لَهُ‌ اعْلَمُوا أَنَّ الْعَقْلَ حِرْزٌ وَ الْحِلْمَ زِينَةٌ وَ الْوَفَاءَ مُرُوَّةٌ وَ الْعَجَلَةَ سَفَهٌ وَ السَّفَهَ ضَعْفٌ وَ مُجَالَسَةَ أَهْلِ الدُّنْيَا شَيْنٌ وَ مُخَالَطَةَ أَهْلِ الْفُسُوقِ رِيبَةٌ وَ مَنِ اسْتَخَفَّ بِإِخْوَانِهِ فَسَدَتْ مُرُوءَتُهُ وَ لَا يَهْلِكُ إِلَّا الْمُرْتَابُونَ وَ يَنْجُو الْمُهْتَدُونَ الَّذِينَ لَمْ يَتَّهِمُوا اللَّهَ فِي آجَالِهِمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ وَ لَا فِي أَرْزَاقِهِمْ فَمُرُوَّتُهُمْ كَامِلَةٌ وَ حَيَاؤُهُمْ كَامِلٌ يَصْبِرُونَ حَتَّى يَأْتِيَ لَهُمُ اللَّهُ بِرِزْقٍ وَ لَا يَبِيعُونَ شَيْئاً مِنْ دِينِهِمْ وَ مُرُوَّاتِهِمْ بِشَيْ‌ءٍ مِنَ الدُّنْيَا وَ لَا يَطْلُبُونَ مِنْهُ شَيْئاً مِنْهَا بِمَعَاصِي اللَّهِ وَ مِنْ عَقْلِ الْمَرْءِ مُرُوَّتُهُ أَنْ يُسْرِعَ إِلَى قَضَاءِ حَوَائِجِ إِخْوَانِهِ وَ إِنْ لَمْ يُنْزِلُوهَا بِهِ وَ الْعَقْلُ أَفْضَلُ مَا وَهَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِلْعَبْدِ إِذْ بِهِ نَجَاتُهُ فِي الدُّنْيَا مِنْ آفَاتِهَا وَ سَلَامَتُهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ عَذَابِهَا.

وَ قِيلَ إِنَّهُمْ وَصَفُوا رَجُلًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص بِحُسْنِ عِبَادَتِهِ فَقَالَ انْظُرُوا إِلَى عَقْلِهِ فَإِنَّمَا يُجْزَى الْعِبَادُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ وَ حُسْنُ الْأَدَبِ دَلِيلٌ عَلَى صِحَّةِ الْعَقْلِ.

الباب الرابع و الخمسون فيما سأل رسول الله ص ربه ليلة المعراج‌

رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع‌ أَنَّ النَّبِيَّ ص سَأَلَ رَبَّهُ سُبْحَانَهُ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ فَقَالَ يَا رَبِّ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَيْسَ شَيْ‌ءٌ أَفْضَلَ عِنْدِي مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَيَّ وَ الرِّضَا بِمَا قَسَمْتُ يَا مُحَمَّدُ وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَ وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَعَاطِفِينَ فِيَّ وَ وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَوَاصِلِينَ فِيَّ وَ وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيَّ وَ لَيْسَ لِمَحَبَّتِي عِلْمٌ وَ لَا غَايَةٌ وَ لَا نِهَايَةٌ وَ كُلَّمَا رَفَعْتُ لَهُمْ عِلْماً وَضَعْتُ لَهُمْ عِلْماً أُولَئِكَ الَّذِينَ نَظَرُوا إِلَى الْمَخْلُوقِينَ بِنَظَرِي إِلَيْهِمْ وَ لَمْ يَرْفَعُوا الْحَوَائِجَ إِلَى الْخَلْقِ بُطُونُهُمْ خَفِيفَةٌ مِنْ أَكْلِ الْحَرَامِ نَعِيمُهُمْ فِي الدُّنْيَا ذِكْرِي وَ مَحَبَّتِي وَ رِضَائِي عَنْهُمْ يَا أَحْمَدُ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَكُونَ أَوْرَعَ النَّاسِ فَازْهَدْ فِي الدُّنْيَا وَ ارْغَبْ فِي الْآخِرَةِ فَقَالَ إِلَهِي كَيْفَ أَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا فَقَالَ خُذْ مِنَ الدُّنْيَا حَفْناً مِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ اللِّبَاسِ وَ لَا تَدَّخِرْ لِغَدٍ وَ دُمْ عَلَى ذِكْرِي فَقَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ‌

اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست