اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد الجزء : 1 صفحة : 156
في البراري و القفار و إن كان في بحر غرق هو و المال و إن كان
في بر أخذه منه القطاع و قتلوه فهو لا يزال على خطر به و بنفسه و الفقير قد انقطع
إلى الله و قنع بما يسد قوته و يواري عورته.
قال بعض العلماء استراح
الفقير من ثلاثة أشياء و بلي بها الغني قيل و ما هي قال جور السلطان و حسد الجيران
و تملق الإخوان.
و قال بعضهم اختار الفقير
ثلاثة أشياء اليقين و فراغ القلب و خفة الحساب و اختار الأغنياء ثلاثة تعب النفس و
شغل القلب و شدة الحساب.
ثم انظر في قصص الأنبياء
ع و خصائصهم و ما كانوا فيه من ضيق العيش فهذا موسى كليم الله الذي اصطفاه لوحيه و
كلامه كان يرى خضرة البقل من صفاق بطنه من هزاله و ما طلب حين آوى إلى الظل بقوله رَبِّ إِنِّي
لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ إلا خبزا يأكله لأنه
كان يأكل بقلة الأرض