responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 155

الباب الثامن و الأربعون في فضيلة الفقر و حسن عاقبته‌

الشاهد على فضيلة الفقراء على الأغنياء

قَوْلُ النَّبِيِّ ص‌ يَدْخُلُ الْفُقَرَاءُ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِنِصْفِ يَوْمٍ وَ مِقْدَارُهُ خَمْسُمِائَةِ عَامٍ.

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‌ أَنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَتَقَلَّبُونَ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفاً ثُمَّ قَالَ سَأَضْرِبُ لَكُمْ مَثَلًا إِنَّمَا مَثَلُ ذَلِكَ سَفِينَتَيْنِ مُرَّ بِهِمَا عَلَى بَاخِسٍ فَنَظَرَ فِي إِحْدَاهُمَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً فَقَالَ أَسْرِبُوهَا وَ نَظَرَ فِي الْأُخْرَى فَإِذَا هِيَ مَوْفُورَةٌ فَقَالَ احْبِسُوهَا.

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَقَفَ عَبْدَانِ مُؤْمِنَانِ لِلْحِسَابِ كِلَاهُمَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقِيرٌ وَ غَنِيٌّ فَيَقُولُ الْفَقِيرُ يَا رَبِّ عَلَى مَا أُحَاسَبُ فَوَ عِزَّتِكَ لَقَدْ عَلِمْتَ أَنِّي مَا وُلِّيتُ وَلَايَةً فَأَعْدِلَ فِيهَا أَوْ أَجُورَ وَ لَمْ تُمَلِّكْنِي مَالًا فَأُعْطِيَ حَقَّهُ أَوْ أَمْنَعَهُ وَ لَقَدْ كَانَ يَأْتِينِي رِزْقِي كَفَافاً فَيَقُولُ اللَّهُ صَدَقَ عَبْدِي أَدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ وَ يَبْقَى الْغَنِيُّ حَتَّى يَسِيلَ مِنْهُ الْعَرَقُ مَا لَوْ شَرِبَ مِنْهُ أَرْبَعُونَ بَعِيراً لَأَصْدَرَهَا ثُمَّ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ لَهُ الْفَقِيرُ مَا أَخَّرَكَ فَيَقُولُ طُولُ الْحِسَابِ مَا زَالَ يُحَاسِبُنِي بِالشَّيْ‌ءِ بَعْدَ الشَّيْ‌ءِ وَ يَغْفِرُهُ اللَّهُ لِي ثُمَّ يُحَاسِبُنِي بِآخَرَ حَتَّى تَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ فَمَنْ أَنْتَ فَيَقُولُ أَنَا الْفَقِيرُ الَّذِي كُنْتُ وَاقِفاً مَعَكَ فِي الْحِسَابِ فَيَقُولُ الْغَنِيُّ لَقَدْ غَيَّرَكَ النَّعِيمُ بَعْدِي.

و هذا من أعظم نعم الله على الفقير خفة حسابه و دخوله الجنة قبل الغني و من سعادة الفقير و راحته أنه لا يطالب في الدنيا بخراج و لا في الآخرة بحساب و لا يشتغل قلبه عن الله بهموم الغني من حراسة المال و الخوف عليه من السلطان و اللصوص و الحاسد و كيف يدبره و كيف ينميه و مقاساة عمارة الأملاك و الوكلاء و الأكاري و قسمة الزرع و تعب الأسفار و غرق المراكب و تمني الوارث موته ليرثوه و إذا خلا من آفة تذهبه حال حياته كان حسرة له عند مماته و طول حسابه في الآخرة و يرثه منه إما من تزوج بامرأته أو امرأة ابنه أو زوج ابنته لا بد من أحد هؤلاء يرثه و يحصل هو التعب و الهموم و شغله به عن العبادة و تحظى به أعداؤه الذين لا يغنون عنه شيئا و لا يزال الغني مخاطرا بنفسه و بالمال‌

اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست