responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 13

قوله يوم ولدت فيه فقد سئل أنواع الشكر على سلامته منه يدل على شدة المشقة قال مصنف هذا الكتاب ره و رتبت هذا الكتاب على خمسة و خمسين بابا

الباب الأول في ثواب الموعظة و النصيحة بها

قَالَ النَّبِيُّ ص‌ مَا أَهْدَى الْمُسْلِمُ لِأَخِيهِ هَدِيَّةً أَفْضَلَ مِنْ كَلِمَةِ حِكْمَةٍ تَزِيدُهُ هُدًى أَوْ تَرُدُّهُ عَنْ رَدًى.

وَ قَالَ‌ نِعْمَ الْعَطِيَّةُ وَ نِعْمَ الْهَدِيَّةُ الْمَوْعِظَةُ.

وَ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى‌ تَعَلَّمِ الْخَيْرَ وَ عَلِّمْهُ مَنْ لَا يَعْلَمُهُ فَإِنِّي مُنَوِّرٌ لِمُعَلِّمِي الْخَيْرِ وَ مُتَعَلِّمِيهِ قُبُورَهُمْ حَتَّى لَا يَسْتَوْحِشُوا بِمَكَانِهِمْ.

وَ رُوِيَ‌ أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ ص رَجُلَانِ كَانَ أَحَدُهُمَا يُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ وَ يَجْلِسُ فَيُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ وَ كَانَ الْآخَرُ يَصُومُ النَّهَارَ وَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَقَالَ ص فَضْلُ الْأَوَّلِ عَلَى الثَّانِي كَفَضْلِي عَلَى الْأَنَامِ وَ قَدْ أَثْنَى اللَّهُ تَعَالَى عَلَى إِسْمَاعِيلَ بِقَوْلِهِ‌ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا. وَ كانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ وَ كانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا.

وَ قَالَ ع‌ مَا تَصَدَّقَ مُؤْمِنٌ بِصَدَقَةٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ مَوْعِظَةٍ يَعِظُ بِهَا قَوْماً يَتَفَرَّقُونَ وَ قَدْ نَفَعَهُمُ اللَّهُ بِهَا وَ هِيَ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ.

فاستمع أيها العاقل إلى الموعظة و لا تضرب عن الذكر صفحا و غالب هواك و جاهد نفسك و فرغ قلبك فإنما جعل لك السعي لتعي به الحكمة و البصر لتعتبر ما ترى من خلق السماوات و الأرض و ما بينهما من الخلق و اللسان لتشكر به نعم الله و قديم ذكره به و حمده و تلاوة كتابه و القلب لتفكر به فاجعل شغلك في آخرتك و ما تصير إليه و اصرف همتك فإن نصيبك من الدنيا يأتي من غير فكر و لا حركة

فَقَدْ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‌ وَ قَدْ سَبَقَ إِلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ أَقْوَامٌ كَانُوا أَكْثَرَ النَّاسِ صَلَاةً وَ صِيَاماً فَإِذَا وَصَلُوا إِلَى الْبَابِ رَدُّوهُمْ عَنِ الدُّخُولِ فَقِيلَ بِمَا ذَا رُدُّوا أَ لَمْ يَكُونُوا فِي دَارِ الدُّنْيَا قَدْ صَلَّوْا وَ صَامُوا وَ حَجُّوا فَإِذَا بِالنِّدَاءِ مِنْ قِبَلِ الْمَلِكِ الْأَعْلَى جَلَّ وَ عَلَا بَلَى قَدْ كَانُوا لَيْسَ لِأَحَدٍ أَكْثَرُ مِنْهُمْ صِيَاماً وَ لَا صَلَاةً وَ لَا حَجّاً وَ لَا اعْتِمَاراً وَ لَكِنَّهُمْ غَفَلُوا عَنِ اللَّهِ مَوَاعِظَهُ.

اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست