responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 12

يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه و رضوانه أبو محمد الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي جامع هذه الآيات من الذكر الحكيم إنما بدأت بالموعظة من كتاب الله تعالى لأنه أحسن الذكر و أبلغ الموعظة و تابعته إن شاء الله بكلام عن سيدنا و مولانا رسول الله ص المؤيد بالوحي المسدّد بالعصمة الجامع من الإيجاز و البلاغة ما لم يبلغه أحد من العالمين-

فَقَدْ قَالَ ص‌ أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ.

و لقد صدق رسول الله ص فإنه إذا فكر العبد في‌

قوله‌ أكثروا من ذكر هادم اللذات.

علم أنه قد أتي بهذه اللفظة على جوامع العظة و بلاغة التذكرة دل على ذلك قول الله تعالى في امتنانه على إبراهيم و ذريته ع- إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ

وَ فِي قَوْلِهِ ع‌ وَ إِيَّاكَ وَ مَا تَعْتَذِرُ.

فقد دخل في هذه اللفظة جميع آداب الدنيا-

وَ فِي قَوْلِهِ ص‌ دَعْ مَا يُرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يُرِيبُكَ.

زجر نفسه عن كل الشبهات-

وَ قَوْلِهِ‌ الْأُمُورُ ثَلَاثَةٌ أَمْرٌ اسْتَبَانَ رُشْدُهُ فَاتَّبِعُوهُ وَ أَمْرٌ اسْتَبَانَ غَيُّهُ فَاجْتَنِبُوهُ وَ أَمْرٌ اشْتَبَهَ عَلَيْكُمْ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ.

وَ فِي قَوْلِهِ‌ إِيَّاكَ وَ مَا يَسُوءُ الْأَدَبُ.

فقد استوفى بذلك كل مكروه و مذموم و في أحاديثه من المواعظ و الزواجر ما هو أبلغ من كل كلام مخلوق و أنا أذكر من ذلك إن شاء الله ما تيسر إيراده بحذف الأسانيد لشهرتها في كتب أسانيدها و أتبع بكلام أهل بيته ع و من تابعهم من الصالحين.

قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ‌ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَشْكُو إِلَيْكَ قَسْوَةَ قَلْبِي فَقَالَ اطَّلِعْ عَلَى الْقُبُورِ وَ اعْتَبِرْ بِيَوْمِ النُّشُورِ.

وَ قَالَ ص‌ عُودُوا الْمَرْضَى وَ اتَّبِعُوا الْجَنَائِزَ يُذَكِّرْكُمُ الْآخِرَةَ.

و قد حثّ الله تعالى في الموعظة و ندب إليها رسول الله بها فقال‌ ادْعُ إِلى‌ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ و قال تعالى‌ وَ عِظْهُمْ‌ وَ قُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغاً و قال‌ وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى‌ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ‌ و قال‌ وَ ذَكِّرْهُمْ‌ بِأَيَّامِ اللَّهِ‌ يعني يوم القيامة و يوم الموت و يوم مسائلة القبر و يوم النشور و مسائله و سلامة هذه الأيام سأل الله تعالى عيسى ع بقوله‌ وَ السَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا و إن كان‌

اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست