responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 124

وَ رَفَعَهُ إِلَى السَّمَاءِ.

و الشاكر يلاحظ المزيد لقوله تعالى‌ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ‌ و الصابر يشاهد ثواب البلاء فهو مع الله لقوله تعالى‌ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ‌ فهو أعلى درجة و لهذا فضل معتقد البلوى نعمة على غيره-

وَ رُوِيَ‌ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ الْحَامِدُونَ.

و على كل حال فله الحمد على ما دفع و له الشكر على ما نفع.

وَ رُوِيَ‌ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى مُوسَى ع فَقَالَ يَا مُوسَى ارْحَمْ عِبَادِيَ الْمُبْتَلَى مِنْهُمْ وَ الْمُعَافَى قَالَ يَا رَبِّ قَدْ عَرَفْتُ رَحْمَةَ الْمُبْتَلَى فَمَا بَالُ الْمُعَافَى قَالَ لِقِلَّةِ شُكْرِهِ.

و قوله تعالى‌ وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها أي لا تقوموا بشكرها كلها و ذلك صحيح لأن في اللحظة الواحدة ينظر الإنسان نظرات لا تحصى و يسمع بأذنه حروفا لا تحصى و يتكلم بلسانه كلمات لا تحصى و تسكن منه عروق لا يعلم عددها و تتحرك منه عروق لا يعلم عددها و يتنفس بأنفاس لا تحصى و كذلك تتحرك جوارحه بحركات كثيرة فهذا في اللحظة الواحدة فكيف في يومه و سنته و طول عمره صدق الله العلي العظيم‌

الباب السابع و الثلاثون في اليقين‌

قال الله تعالى- وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ‌ فمدح الموقنين بالآخرة يعني المطمئنين بما وعد الله فيها من ثواب و توعد من عقاب كأنهم قد شاهدوا ذلك-

كَمَا رُوِيَ‌ أَنَّ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا سَعْدُ فَقَالَ بِخَيْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصْبَحْتُ بِاللَّهِ مُؤْمِناً فَقَالَ يَا سَعْدُ إِنَّ لِكُلِّ قَوْلٍ حَقِيقَةً فَمَا مِصْدَاقُ مَا تَقُولُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَصْبَحْتُ فَظَنَنْتُ أَنِّي أُمْسِي وَ لَا أَمْسَيْتُ فَظَنَنْتُ أَنِّي أُصْبِحُ وَ لَا مَدَدْتُ خُطْوَةً فَظَنَنْتُ أَنِّي أُتْبِعُهَا بِأُخْرَى وَ كَأَنِّي بِكُلِّ أُمَّةٍ جَائِيَةٍ وَ بِكُلِ‌ أُمَّةٍ تُدْعى‌ إِلى‌ كِتابِهَا مَعَهَا كِتَابُهَا وَ نَبِيُّهَا أَمَامَهَا تُدْعَى إِلَى حِسَابِهَا وَ كَأَنِّي بِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَ هُمْ يَتَنَعَّمُونَ وَ بِأَهْلِ النَّارِ وَ هُمْ مُعَذَّبُونَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا سَعْدُ عَرَفْتَ فَالْزَمْ.

فلما صح يقينه كالمشاهدة أمره باللزوم و اليقين و هو مطالعة أحوال الآخرة على سبيل المشاهدة-

كَمَا قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‌ لَوْ كُشِفَ الْغِطَاءُ مَا

اسم الکتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست