اسم الکتاب : الولاية الالهية الاسلامية او الحكومة الاسلامية المؤلف : المؤمن القمي، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 227
و المشايخ منهم إلّا الخلّص من الشيعة كانوا
يؤيّدون و يصحّحون هذه الطريقة، فلذلك فلا يمكن مع هذه الوضعية و الأرضية بيان ما
هو الحقّ و العدول إلى نصب الرسول له عليه السّلام وليّ أمر المسلمين لا سيّما إذا
كان مخاطب الكلام مثل معاوية، و عليه فالمناسب أن يستدلّ لإثبات الولاية لنفسه بما
يراه الناس و العامّة طريقا.
و الشاهد لثبوت مثل هذا الارتكاز في أذهان المسلمين هو ما رواه ثقة
الإسلام في روضة الكافي بسند معتبر عن سليم بن قيس الهلالي- الّذي هو أيضا ثقة
بحسب الظاهر- أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام خطب خطبة، و بعد ذكر مقدار من هذه
الخطبة قال الراوي: ثمّ أقبل بوجهه و حوله ناس من أهل بيته و خاصّته و شيعته فقال
عليه السّلام:
قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه
و آله متعمّدين لخلافه ناقضين لعهده مغيّرين لسنّته، و لو حملت الناس على تركها و
حوّلتها إلى مواضعها و إلى ما كانت في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله
لتفرّق عنّي جندي حتّى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي[1]
الّذين عرفوا فضلي و فرض إمامتي من كتاب اللّه عزّ و جلّ و سنّة رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله.
أ رأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم عليه السّلام فرددته إلى الموضع الّذي
وضعه فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و رددت فدك إلى ورثة فاطمة عليها
السّلام- ثمّ ذكر ثمانية و عشرين موردا آخر و قال:- إذا لتفرّقوا عنّي، و اللّه
لقد أمرت الناس أن يجتمعوا في شهر رمضان إلّا في فريضة و أعلمتهم أنّ اجتماعهم في
النوافل بدعة، فتنادى بعض أهل عسكري ممّن يقاتل معي: يا أهل الإسلام غيّرت سنّة
عمر؛ ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوّعا و لقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب
عسكري، ما لقيت من هذه الامّة من الفرقة[2]
و طاعة أئمّة الضلالة و الدعاة إلى النار ....
إلى أن قال: ما لقي أهل بيت نبيّ من امّته ما لقينا بعد نبيّنا صلّى
اللّه عليه و آله و اللّه المتسعان
[1]-في نسخة غير الكافي نقلها
تمام نهج البلاغة هكذا: حتّى لا يبقى في عسكري غيري و قليل من شيعتي.
[2]-في نسخة تمام نهج البلاغة
هكذا: بؤسي لما لقيت من هذه الامّة بعد نبيّها من الفرقة ....
اسم الکتاب : الولاية الالهية الاسلامية او الحكومة الاسلامية المؤلف : المؤمن القمي، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 227