اسم الکتاب : الولاية الالهية الاسلامية او الحكومة الاسلامية المؤلف : المؤمن القمي، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 171
و هذا القائم الثاني مع أنّه كان يشاوره في
أمر ادارة الامّة و يصدر عن توجيهه إلّا أنّه أو كل أمر الولاية إلى ستّة جعل
أمرها بيد ابنه الّذي كان منهم، فانتقل برأيهم أمر الولاية إلى عثمان بن عفّان، و
كلّ ذلك كان خلافا لأمر اللّه و أمر الرسول، و اشترك القائمون بذلك في فعل هذه
المعصية الكبيرة الّتي هدم بها أعظم أركان الإسلام، الركن الّذي به أكمل اللّه
الدين و أتمّ بها نعمته، و رضى به الإسلام للمسلمين دينا.
فبعد هذه المصائب و إن رجع المسلمون إلى وليّ الأمر الالهيّ لهم عليّ
أمير المؤمنين عليه السّلام إلّا أنّه عليه السّلام مع عادة الملأ بالخلاف و
توقّعهم للوصول إلى غايات دنياوية لا يمكن لهم الوصول إليها في حكومة إلهيّة فلذلك
كان كارها بقول الولاية إلّا أنّه عليه السّلام لمكان وجوب تصدّيه بها من اللّه
عزّ و جلّ تصدّاها و ابتلى بمخالفة الملأ المتعادين في غزوة الجمل ثمّ باعتداء
معاوية بن آكلة الأكباد و غزوة صفّين و قبول الحكمين على خلاف ما كان يراه و ثمّ
بعده ابتلي بمخالفة المارقين عن ولايته من أصحابه حتّى قتلهم بفرقهم الثلاث.
و من الواضح أنّ كلّا من هذه المراتب من نصبه عليه السّلام وليّا و
أخذ البيعة له و من تصدّى هؤلاء الثلاثة الغاصبين كان يدور حول معنى الولاية
بإرادة تصدّي امور المسلمين و هو عليه السّلام يصرّح في الحديث مرارا أنّها كانت
حقّا له من اللّه و رسوله كما أنّ الغزوات و النقاشات الواقعة زمن قيامه بأمر
الولاية كانت حول الولاية بهذا المعنى، و هو عليه السّلام قد دفع عن هذا الحقّ
الإلهي، و قاتل و قتل العصاة الطاغين بما أنّه وظيفة إلهيّة له.
و بالجملة: فدلالة الحديث على المطلوب كاملة واضحة، و هو مشتمل على
ذكر بعض النكات و الخبايا و الأسرار الّذي من اللازم للمسلم المحقّق الاطّلاع
عليها، و نحن نحمد اللّه تعالى على الاهتداء بنور ولاية محمّد و آله المعصومين
عليهم السّلام، و نسأله أن يوفّقنا لبذل تمام طاقتنا في خدمتها إنّه سميع الدعاء
قريب مجيب.
10- و منها ما رواه في أبواب الأربعين و ما فوقه من الخصال بإسناده
عن
اسم الکتاب : الولاية الالهية الاسلامية او الحكومة الاسلامية المؤلف : المؤمن القمي، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 171