اسم الکتاب : الولاية الالهية الاسلامية او الحكومة الاسلامية المؤلف : المؤمن القمي، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 166
أمسك عن طاعتي، و قد علم اللّه أنّي منه
بمنزلة هارون من موسى، يحلّ به في مخالفتي و الإمساك عن نصرتي ما أحلّ قوم موسى
بأنفسهم في مخالفة هارون و ترك طاعته، و رأيت تجرّع الغصص و ردّ أنفاس الصعداء و
لزوم الصبر حتّى يفتح اللّه أو يقضي بما أحبّ أزيد لي في حظّي، و أرفق بالعصابة
الّتي وصفت أمرهم وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً
و لو لم اتّق هذه الحالة- يا أخا اليهود- ثمّ طلبت حقّي لكنت أولى ممّن طلبه، لعلم
من مضى من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و من بحضرتك منهم بأنّي كنت
أكثر عددا و أعزّ عشيرة و أمنع رجالا و أطوع أمرا و أوضح حجّة و أكثر في هذا الدين
مناقب و آثارا، لسوابقي و قرابتي و وراثتي، فضلا عن استحقاقي ذلك بالوصية الّتي لا
مخرج للعباد منها، و البيعة المتقدّمة في أعناقهم ممّن تناولها، و قد قبض محمّد
صلّى اللّه عليه و آله و أنّ ولاية الامّة في يده و في بيته، لا في يد الاولى
تناولوها و لا في بيوتهم، و لأهل بيته الّذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهّرهم
تطهيرا أولى بالأمر من بعده من غيرهم في جميع الخصال.
ثمّ التفت إلى أصحابه فقال عليه السّلام: أ ليس كذلك؟ قالوا: بلى يا
أمير المؤمنين.
فقال عليه السّلام: و أمّا الرابعة يا أخا اليهود فإنّ القائم بعد
صاحبه كان يشاورني في موارد الامور فيصدرها عن أمري، و يناظرني في غوامضها فيمضيها
عن رأيي، لا أعلم أحدا و لا يعلمه أصحابي يناظره في ذلك غيري، و لا يطمع في الأمر
بعده سواي، فلمّا [أن] أتته منيّته على فجأة بلا مرض كان قبله و لا أمر كان أمضاه
في صحّة من بدنه لم أشكّ أنّي قد استرجعت حقّي في عافية، بالمنزلة الّتي كنت
أطلبها، و العاقبة الّتي كنت ألتمسها، و أنّ اللّه سيأتي بذلك على أحسن ما رجوت و
أفضل ما أمّلت، و كان من فعله أن ختم أمره بأن سمّى قوما أنا سادسهم، و لم يستوني
بواحد منهم، و لا ذكر لي حالا في وراثة الرسول و لا قرابة و لا صهر و لا نسب، و لا
لواحد منهم مثل سابقة من سوابقي و لا أثر من آثاري، و صيّرها شورى بيننا، و صيّر
ابنه فيها حاكما علينا، و أمره أن يضرب أعناق النفر الستّة الّذين صيّر
اسم الکتاب : الولاية الالهية الاسلامية او الحكومة الاسلامية المؤلف : المؤمن القمي، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 166