و قال بعض العلماء[3]: من غرس
العلم اجتنى النباهة، و من غرس الزهد اجتنى العزة، و من غرس الاحسان اجتنى المحبة،
و من غرس الفكرة اجتنى الحكمة[4]، و من غرس
الوقار اجتنى المهابة، و من غرس المداراة اجتنى السلامة، و من غرس الكبر اجتنى
المقت، و من غرس الحرص اجتنى المذلة[5]، و من غرس
الطمع اجتنى الخزي، و من غرس الحسد اجتنى الكمد.
القاعدة الثانية من قواعد الأدب: نهي النفس عن الهوى.
و ذلك لازم للملك في التدبير لأن صواب الرأي و خطأه انما يكون بحسب
قوة التخيل الفكري و ضعفه. فمن قوي تخيّل فكره كان في سلطان الرأي[6] غالبا، و من ضعف تخيل فكره كان في
سلطان الهوى غالبا[7]، و انما
يضعف التخيّل الفكري إذا استولت على النفس الشهوات، فيحتجب العقل عن صواب الرأي.
فإذا قهر الملك نفسه عن هواها و منعها شهواتها الضارة[8] بها و نهاها، ظهر له صواب التدبير[9] في مرآة[10]
العقل، و متى لم يملك الملك ضبط نفسه عن