فأتيناه فقرعنا عليه الباب فقال: من هذا؟
فقلت: اجب أمير المؤمنين. فخرج[1] مسرعا و
قال: يا أمير المؤمنين لو ارسلت إليّ اتيتك، قال: خذ لما جئناك له يرحمك اللّه.
فحادثه ساعة ثم قال: ا عليك دين؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال:
يا ابا العباس اقض دينه، ثم انصرفنا فقال: ما أغنى عني صاحبك شيئا
فانظر لي رجلا اسأله [فقلت: ها هنا عبد الرزاق بن همام، قال: امض بنا اليه.
فأتيناه فقرعت عليه الباب فقال عبد الرزاق[2]:
من هذا؟ قلت: اجب أمير المؤمنين[3]، فخرج
مسرعا و قال: يا أمير المؤمنين لو ارسلت إليّ اتيتك، قال: خذ لما جئناك له يرحمك
اللّه، فحادثه ساعة ثم قال له: ا عليك دين؟ قال: نعم يا امير المؤمنين[4]، قال: يا ابا العباس اقض دينه]
ثم انصرفنا من عنده فقال: ما اغنى عني صاحبك شيئا فانظر لي رجلا اسأله فقلت: ها
هنا الفضيل بن عياض[5]، فقال
امض بنا اليه فاتيناه فسمعناه يقرأ آية[6]
في كتاب اللّه تعالى و هو يرددها، فقرعت عليه الباب فأوجز في صلاته و قال: من هذا؟
فقلت: أجب امير المؤمنين[7]، قال: ما
لي و لامير المؤمنين! قلت سبحان اللّه اما عليك طاعته، فنزل و فتح الباب ثم ارتقى
الى الغرفة فاطفأ السراج ثم التجأ الى زاوية و اخفى[8]
نفسه، فجعلنا نجول عليه بايدينا
[1] -فخرج مسرعا و قال يا أمير المؤمنين: ساقطة ط. ق؛
م.
[5] - الفضل بن عياض( 105- 187 ه): هو ابو علي التميمي
من مواليد سمرقند، عاش في الكوفة ثم رحل إلى مكة و استقر فيها بقية عمره، كان سيدا
جليلا من أئمة الرواية و احد أبرز العلماء و الاولياء و الزهاد. قارن عنه: وفيات
الاعيان 4/ 47. الاعلام للزركلي 5/ 153. شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي 1/ 317.
سير أعلام النبلاء 9/ 372. البداية و النهاية 10/ 198- 199.
[6] - تقول الآية:\i أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ
اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا
الصَّالِحاتِ\E الجاثية/ 21. انظر حول الموضوع: سراج الملوك للطرطوشي ص 52. و
التبر المسبوك للغزالي ص 120.