اليك من خير او شر، فاختر[1]
أيهما شئت، قال سليمان: ارفع إليّ حوائجك يا ابا حازم، قال: هيهات! فإني قد رفعتها
الى من لا تحجب دونه الحوائج فما اعطاني منها قنعت، و ما منعني منها رضيت و ذلك
اني نظرت[2] في هذا
الامر فإذا هو على قسمين: احدهما لي و الآخر لغيري، اما[3]
ما كان لي فلو اني احتلت فيه بكل حيلة ما وصلت اليه قبل اوانه الذي قدر لي فيه، و
اما الذي لغيري فذلك الذي لا تطمع نفسي فيه، و كما منع غيري من رزقي كذلك منعت انا
من رزق غيري[4].
ما حكاه[8] ابو
القاسم عبد العزيز بن حسن باسناده ان امير المؤمنين المنصور[9]
بعث الى الاوزاعي[10] و هو
بالساحل فاحضر عنده، فلما استقر به المجلس قال له المنصور: ما الذي ابطأك عنا يا
اوزاعي؟ قال: و ما الذي تريد مني يا امير المؤمنين؟ قال: اريد الاخذ عنك و
الاقتباس منك، قال: يا امير المؤمنين
[8] - قارن الحكاية في احياء علوم الدين 2/ 348- 351. و
هي مفصلة على لسان عبد اللّه بن المبارك عن رجل من أهل الشام في عيون الاخبار 2/
338- 341. و في العقد الفريد 2/ 237- 238. و جزء منها في سراج الملوك ص 54- 55.
[10] - الاوزاعي( 88- 157 ه): هو عبد الرحمن بن عمرو بن
محمد أبو عمر الاوزاعي من اهالي اليمن، و قيل انه من الاوزاع، و المعروف عنه انه
ولد في لبنان و عاش في بيروت و كان اماما و محدثا و فقيها لاهل الشام، له مؤلفات
عدة اشهرها كتاب السنن في الفقه، و كتاب المغازي، و من مآثره انه اجاب في سبعين
ألف مسألة و كان من اعلم اهل السنة في زمانه. قارن عنه: طبقات الشافعية لابي اسحاق
الشيرازي ص 76 المعارف لابن قتيبة ص 217. الفهرست ص 318. البداية و النهاية 10/
115 و ما بعدها.