اذا تقاتل فريق[1] المؤمنين
و فريق المشركين وجب[2] على
الملك مصابرتهم ما صبروا[3] و ان
طالت به المدة، و لا يولي عنهم و به قوة، فقد قال اللّه عز و جل[4]:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا
اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ و قال الحسن[5]: معناه اصبروا على طاعة اللّه و
صابروا اعداء اللّه و رابطوا في سبيل اللّه.
و ينبغي للملك ان يرتب جيشه و يجعل لكل طبقة من اعدائه اشباههم من
جيشه، فإنهم كالماء في الاذن اذا دخلها فلا حيلة ارفق في اخراجه من الماء الذي هو
من جنسه، و اذا حمل على اعدائه فليكن اذا جرى فلا انثناء له و لا[6] رجعة حتى يبلغ غايته و منتهاه من[7] مغيضه.
و كذلك ينبغي ان يشد[8] الملك في
حملته حتى يوغل[9] في عدوه
و يبلغ غايته منه، و اذا دعا احد من المشركين الى البراز جاز (للمسلم ان يخرج)[10] اليه
[2] - الفكرة مقتبسة عن الماوردي، و قد وردت في الاحكام
السلطانية ص 49 بلفظ:« من احكام الامارة، مصابرة الامير قتال العدو ما صابر و ان
تطاولت به المدة، و لا يولي عنه و فيه قوة».
[8] - الفكرة مقتبسة عن الاحكام السلطانية، ص 52،
فالماوردي في احكام الامارة، الحكم السادس، يذكر بسيرة الرسول و يقول:« من احكام
هذه الامارة السيرة في نزال العدو و قتاله». و من سيرة الرسول في مواجهة الكفار،
انه أمر بقطع كروم اهل الطائف، و نخيل بني النضير.