اعلم ان جلوس الملك لكشف[1]
قصص المظلومين، و الفصل بين المتنازعين من اعظم قوانين العدل، الذي لا يعم الصلاح[2] إلا بمراعاته و لا يتم التناصف
إلا به و قد كان ملوك الفرس يرون ذلك من قواعد الملك، و اول من افرد للظلامات[3] يوما معلوما يتصفح فيه قصص
المتظلمين[4] (من غير
مباشرة للنظر، عبد الملك بن مروان و كان اذا وقف منها على مشكل رده الى قاضيه أبي
ادريس الاودي، فينفذ فيه الحكم)[5] و كان
أبو[6] ادريس
المباشر، و عبد الملك الآمر.
ثم زاد ظلم الولاة (و جور النوّاب)[7]
بعد ذلك، فافتقرت الحالة[8] الى
المباشرة، فجلس عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه فكشف المظالم و هو اول من باشر
ذلك بنفسه و جعل يراعي السنن العادلة ورد مظالم بني امية على اهلها حتى قيل له و
هو يشدد عليهم: انا نخاف عليك[9] العواقب
من ردها فقال: ما[10] من يوم
اخافه و اتقيه غير يوم القيامة[11].
ثم جلس لكشف المظالم من خلفاء[12]
بني العباس المهدي[13] حتى