قيل[1]: أن عبد
الملك بن مروان لما ندب الناس لقتال عبد اللّه بن الزبير[2]
و خرج بالجيش متوجها إلى مكة شرفها اللّه تعالى و عظّمها[3]،
و كان قد استصحب معه عمرو[4] بن سعيد
بن العاص[5]، و كان
عمرو قد انطوى على دغل نية و فساد طوله و طماعية[6]
في نيل الخلافة، فلما كان ببعض الطريق تمارض عمرو بن سعيد و أستأذن[7] عبد الملك بن مروان في العود إلى
دمشق فأذن له[8]، فلما
دخل دمشق صعد المنبر و خطب في الناس خطبة نال فيها من عبد الملك، و دعا الناس إلى
خلعه[9] من
الخلافة فأجابوه إلى ذلك و بايعوه، فاستولى على دمشق و حصّن[10]
سورها و حمى ثغورها و بذل الرغائب.
[1] - قارن الحكاية: في سلوان المطاع في عدوان الاتباع
ص 9، 11- 14، ضمن حكاية عن الوليد بن يزيد بن عبد الملك و ابن عمه يزيد بن الوليد.
انظر ايضا: علاقة عبد الملك بن مروان و عمرو بن سعيد بن العاص، تاريخ اليعقوبي 2/
269- 270.
[2] - عبد اللّه بن الزبير: هو عبد اللّه بن الزبير بن
العوام بن خويلد بن قصي بن كلاب ابو بكر، و يقال له ابو حبيب القرشي الاسدي، ولد
في السنة الثانية للهجرة سمي بفارس قريس، و هو صحابي جليل من التابعين و رواه
الحديث، بويع بالخلافة سنة 64 ه ايام يزيد بن معاوية، عمل واليا على الحجاز و
اليمن و العراق و مصر و خراسان و الشام و قتل عام 73 ه في مكة اثر حصار الحجاج
للمدينة و اقتحامها. انظر: البداية و النهاية 8/ 329، 332 و ما بعدها. حلية
الاولياء 1/ 329- 337. الوفيات لابن قنفذ، ص 79- 80. الكامل في التاريخ 4/ 21 و ما
بعدها. طبقات الفقهاء للشيرازي، ص 50. الفخري في الآداب السلطانية، ص 123.
[5] - عمرو بن سعيد بن العاص: هو عمرو بن سعيد بن العاص
بن امية بن عبد شمس بن عبد مناف الملقب« بالاشدق» محدث و راوية و من سادات
المسلمين، أمتاز بفصاحة لسانه و بلاغته و قدرته على الخطابة، و كان شهما فاضلا مقداما،
طمع بالملك فدبر له عبد الملك بن مروان مكيدة عام 70 ه مات على اثرها. انظر: حلية
الاولياء لابي نعيم 1/ 247- 250. مروج الذهب 3/ 109 و ما بعدها. البداية و النهاية
8/ 310- 311.